responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 6  صفحه : 315

يعلم علما يقينيا أن القدرة الحقة أزلية ثابتة و المقدورات حادثة متجددة الحصول- و لا منافاة بين أن يكون الإيجاد قديما و الوجود الذي أثره حادثا في إيجاد ما لا يكون نحو وجوده إلا على نحو التجدد و الانقضاء و التبدل و التصرم و هو جميع ما في عالم الطبيعة كما بيناه و أما الصور المفارقة التي هي صور أسمائه تعالى و عالم قضائه الأزلي فليست هي من الأفعال الخارجية بل من الصفات الإلهية و الحجب النورية و السرادقات الجلالية و لا يطلق عليها اسم العالم و سوى الله و سيجي‌ء لهذا المطلب بسط و توضيح.

تسجيل و تكميل‌

إن الحق الحري بالتحقيق و التحصيل لمن رفض العصبية و ترك التقليد و طرد الطاغوت و رجع إلى درك الحكمة و انخرط في حزب الملكوت- و أولياء الحقيقة أن يعلم أن الفرق بين القادر المختار و بين الفاعل الموجب ليس على سبيل ما كان لاجا عليه أكثر المحتجبين عن إدراك الحقائق بأغشية التقليد للآباء و المشايخ- لأن الله سبحانه إذا كان هو الفاعل لما يشاء كانت إرادته واجبة الوجود كذاته لأنها عين ذاته الأحدية و قد مر أن واجب الوجود بالذات واجب الوجود من جميع الجهات فلم تكن تلك الإرادة قصدا [1] إلى التكوين سيما التكوين المطلق أو التكوين الأول لأقرب المجعولات إليه و أشرف الكوائن منه لأن القصد إلى الشي‌ء يمتنع بقاؤه بعد حصول ذلك الشي‌ء المقصود [2] فثبت أن إرادة الله سبحانه ليست عبارة عن القصد [3] بل الحق في‌


[1] أي طلبا للفعل بسبب داع زائد بل هو تعالى فاعل بالعناية، س قده‌

[2] لأن الطلب بالداعي إذا تأدى إلى المطلوب المنظور انقطع، س قده‌

[3] لكن الحق أنه لو كان بين كيفياتنا النفسانية كيفية متميزة متخللة بين العلم الجازم و بين الفعل باسم الإرادة فهو القصد و هو ميل نفساني نحو الفعل نظير ميل الجسم الطبيعي من مكان إلى مكان و ليس من الشوق أو الشوق المؤكد في شي‌ء كما سيجي‌ء و ليس هو العلم و إن كانت الصفات و الأحوال النفسانية كالحب و البغض و الرضا و السخط و الحزن و السرور و غيرها علمية شعورية لأن الإرادة لو كانت أمرا متميزا في نفسها فهي متخللة بين العلم و الفعل فليست هي فينا العلم و من هنا يظهر أنا لو جردناها من شوائب النقص و أجرينا وصفها عليه تعالى لم ينطبق على علمه تعالى لأن مفهومها غير مفهوم العلم- و لا ينفع التجريد مع تغاير المفهومين بخلاف تجريد معنى العلم مثلا فإنه و إن تبدلت خصوصياته و حدوده بالتجريد حتى عاد وجودا واجبيا منفيا عنه جميع خصائص الكيفية النفسانية الخاصة لكن معناه الأصلي و هو حضور شي‌ء لشي‌ء محفوظ باق بعد التجريد و عند الإجراء على ما كان عليه قبل.

و يظهر أيضا أنها لو أخذت صفة له تعالى بعد التجريد كانت صفة فعل نظير الخلق- و الإيجاد و الرحمة منتزعة عن مقام الفعل فتمامية الفعل من حيث السبب إذا نسبت إلى الفعل سميت إرادة له فهو مراد له تعالى و إذا نسبت إليه كانت إرادة منه فهو مريد كما أن كل ما يستكمل به الشي‌ء في بقائه رزق فالشي‌ء مرزوق و هو تعالى رازق و هكذا و على هذا جرى الكتاب العزيز فيما استعمله من لفظ الإرادة و المشية كقوله تعالى‌ وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ‌ الآية و قوله‌ فَأَرادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغا أَشُدَّهُما الآية و قوله‌ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ‌ الآية و قوله‌ إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ‌ إلى غير ذلك من الآيات.

و أما ما ذكره هو و غيره من الحكماء الإلهيين من أمر الإرادة الذاتية و أقاموا عليه البرهان فهو حق لكن الذي تثبته البراهين أن ما سواه تعالى تستند إلى قدرته التي هي مبدئيته المطلقة للخير و علمه بنظام الخير و أما تسمية العلم بالخير و الأصلح إرادة أو انطباق مفهوم الإرادة بعد التجريد على العلم بالأصلح الذي هو عين الذات فلا نعم قام البرهان على أنه واجد لكل كمال وجودي و هذا لا يوجب تخصيص الإرادة من بينها بالذكر في ضمن الصفات الذاتية و بالجملة ما ذكروه حق من حيث المعنى و إنما الكلام في إطلاق لفظ الإرادة و انطباق ما جرد من مفهومها على صفة العلم و البحث كما ترى أشبه باللفظي، ط مد ظله‌

نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 6  صفحه : 315
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست