responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 6  صفحه : 295

كلام الله و كلماته التامات و مفاتيح رحمته و خزائن علمه و جوده و أعينه الناظرة في قوله تعالى‌ وَ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَ وَحْيِنا فهذه الكلمات كلها صفات القلم الإلهي و حيثياته.

و أما اللوح المحفوظ

فهو عبارة عن النفس الكلية الفلكية سيما الفلك الأقصى- إذ كلما جرى في العالم أو سيجري مكتوب مثبت في النفوس الفلكية فإنها عالمة بلوازم حركاتها كما بيناه في مباحث الأجسام و سنعيد ذكره عند البحث عن المبادي و الغايات فكما ينتسخ بالقلم في اللوح الحسي النقوش الحسية كذلك ارتسمت من عالم العقل الفعال صور معلومة مضبوطة لعللها و أسبابها على وجه كلي فتلك الصور محلها النفس الكلية التي قلب العالم و الإنسان الكبير عند الصوفية و كونها لوحا محفوظا باعتبار انحفاظ صورها الفائضة عليها على الدوام في خزائن الله تعالى على وجه بسيط عقلي أو باعتبار اتحادها بالعقل الفعال لا باعتبار هويتها النفسانية لما علمت من طريقتنا أنه كلما تعلقت بالأجرام الطبيعية من النفوس و الطبائع و القوى فهي متجددة الوجود حادثة غير باقية ما دامت موجودة بهذا الوجود التكويني ثم ينتقش في النفوس المنطبعة الفلكية صور جزئية متشخصة بأشكال و هيئات مقدرة مقارنة لأوقات معينة على مثال ما يظهر في المادة الخارجية و هذه الصور لجزئيتها و شخصيتها متبدلة متجددة بعضها خلاف بعض في التعينات و التشخصات بخلاف ما في اللوح المحفوظ فإنها مضبوطة مستمرة على نسق واحد كالكبريات الكلية فهذه النفوس هي ألواح قدرية فيها المحو و الإثبات و عالمها عالم الخيال الكلي و عالم المثال و كل منهما كتاب مبين كما قال تعالى‌ وَ لا حَبَّةٍ فِي ظُلُماتِ الْأَرْضِ وَ لا رَطْبٍ وَ لا يابِسٍ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ‌ إلا أن الأول لوح محفوظ ما فيه من التغير يسمى بأم الكتاب و الثاني كتاب المحو و الإثبات على ما قال تعالى‌ يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ‌ و أما وجود هذه الأكوان المادية في موادها الهيولانية الظلمانية المشار إليه بقوله- وَ ما نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ‌ أي بواسطة صورها القدرية المعلومة لأجل ارتسامها في القوى الإدراكية فهل هي أيضا من مراتب العلم كما يظن أم لا فالحق أن ذلك‌

نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 6  صفحه : 295
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست