نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 6 صفحه : 164
ذهب[1]إلى أن العلم
بالغير منحصر في ارتسام صورة منه لا غير فقد أخطأ و أنكر أتم قسمي العلم نعم لو
قيل إن العلم بالأشياء التي ليس وجودها الخارجي وجودا إدراكيا- كالأجسام الطبيعية
و حركاتها و أحوالها منحصر في حصول صورة أخرى مطابقة إياها- لكان حقا لكن أكثر
الأقوام ذاهلون عما حققناه[2]من
أن لا حضور لهذه الماديات و الظلمات عند أحد و لا انكشاف لها عند مباديها إلا
بوسيلة أنوار علمية متصلة بها- هي بالحقيقة[3]تمام ماهياتها الموجودة بها
[1]هم المشاءون فحصروا العلم الحضوري في علم الشيء بنفسه و
نفوه في العلم بالغير- و ذهبوا إلى أن علم الواجب تعالى أيضا بالأشياء الممكنة
حصولي ارتسامي فقد أنكروا أتم قسمي العلم في العلم بالغير، س قده
[2]إشارة إلى ما ذهب إليه في نحو وجود العلم الحصولي بعد
القول بتجرد مطلق العلم جزئيا كان أو كليا و أن المشهود في العلوم الحصولية
الجزئية هو المثل المعلقة و الصور البرزخية و في الكلية أرباب الأنواع و هي وجودات
خارجية ذوات آثار خارجية و أما ما نجده من عدم ترتب الآثار على الصور الذهنية
فإنما هي الآثار المترتبة عليها في ظرف المادة- لا آثارها في نفسها على أنها
مشهودة من بعيد و ذلك منشأ كليتها و إبهامها و غير ذلك.
و إلى ذلك يرجع ما قدمناه في التعليق السابق أن النفس باتحادها
بالعضو المتحد مع الصورة الحاصلة تجد الصورة الحاصلة بعينها فإن الذي تجده هو
التوسطية من الحركة دون القطعية و التوسطية ثابتة غير متغيرة و قد قدمنا في البحث
عن الحركة الجوهرية أن الثبات من شئون التجرد و أما حصول العلم الحسي بالحركات و
التغيرات فإنما هو علم بالحركة و التغير لا حركة و تغير في العلم فافهم ذلك، ط مد
ظله
[3]أي أنوار هي قواعد مخروطات أنوار أرباب الأصناف المادية
القيمة بها كتقويم النفس بإشراقها للبدن و تمام ماهياتها هي التي بها هي هي يعني
وجوداتها لا شيئياتها المفهومية- و كيف لا تكون هي تمام وجوداتها و هي مباديها و
غاياتها و السبب التمامي للشيء و كماله- لا بد و أن يكون للشيء نحو اتحاد به و
إلا لم يكن تماما و كمالا له و غرضه قدس سره أن لا يتوهم أحد أن هذه الماديات
حينئذ لا تكون معلومة بما هي للمبادىء لعدم صلوحها للعلم و المعلومية بالذات على
ما صرح به فدفعه قدس سره بأن تلك الأنوار التي هي علوم حضورية و معلومات بالذات
تمام حقائق تلك الأصنام فحضورها حضورها كحضور كامل الشيء المستلزم لحضور ناقصة
الوجودي و حضور الحقائق المستلزم لحضور رقائقها المتصلة بها فليست هي كالصور
الارتسامية في أذهاننا من ذوات الصور فإنها ليست أسبابا فاعلية لها و لا اتصالها
مثل ذلك الاتصال الذي كان باعتبار الكثرة في الوحدة و الوحدة في الكثرة فلا جرم
ليس حضور هذه الصور إلا منشأ للعلم الضعيف بذوات الصور و مع ذلك فهي أيضا بوسيلة
هذه الصور التي كأنوار متصلة بها تنكشف انكشافا أ لا ترى أن بالصورة المبصرة
بالذات ينكشف المبصر بالعرض و لا يشذ شيء منه- و لكن أين هذا من ذاك و لك أن تعمم
الأنوار العلمية في كلامه من تلك القواعد بشمولها وجود الأصنام في أصحابها بنحو
أعلى و أبسط في مقام أرفع و أشمخ.
و إن سألت عن الحق فأقول عدم كون هذه الماديات و الظلمات أنوارا
علمية أنما هي بالنسبة إلينا و أما بالنسبة إلى المبادىء العالية و خصوصا بالنسبة
إلى مبدإ المبادىء فهي علوم حضورية فعلية و معلومات بالذات و إن لم يكن هذه
المرتبة من العلم في مرتبة العلم الغنائي الذاتي- فحصولها للمادة ينافي العلم فينا
إذ لسنا محيطين فلسنا مدركين نالين لها و أما بالنسبة إلى المحيط بالمادة و ما
فيها فحضورها للمادة حضور له إذ لم يشذ المادة عن حيطته بل حضورها له بنحو أشد لأن
لها حضورا للفاعل بالوجوب لأن نسبة المعلول إلى فاعله بالوجوب و الحضور الإمكاني
الذي لها في القابل أيضا محاط و كذا الفرق و الغيبة و الدثور التي جعلها قده موانع
الإدراك و المدركية بالذات أنما هي موانع بالنسبة إلينا و أما بالنسبة إلى المبدإ
المحيط- و وحدته الجمعية و حضوره في كل دابر و حاضر و غابر و ثباته في كل متجدد و
زائل و داثر- و أنه الأصل الثابت في كل أصل و فرع و المعنى المحفوظ في كل صورة و
شكل و وضع فالفرق بما هو فرق عين الجمع و الغيبة بما هي غيبة عين الحضور و كذا
الدثور عين الثبات و الظلمة عين الضياء
و في الدعاء: يا من لا يواري منه ليل داج و لا بحر عجاج و لا سماء
ذات أبراج و لا ظلم ذات أرتاج و ارتتاج يا من الظلمة عنده ضياء
الدعاء و لا سيما قد علمت أن الوجود في كل شيء هو الأصل و ما به
الامتياز فيه عين ما به الاشتراك بل لا حاجة في كون تلك الماديات علما و عالمة
بالمبادىء إلى التجريد كما قال تعالىإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِنعم هي عالمة بالمبادىء علما بسيطا لا
مركبا كما مر.
و اعلم أنه كما أن الحياة حياتان حياة بمعنى الدرك و الفعل كما
يقال الحي هو الدراك الفعال و أقل مراتب الدرك هو اللمس و أقل مراتب الفعل هو
الحركة بالإرادة- و هذه الحياة خاصة بالنفوس الحيوانية و ما فوقها و حياة مساوقه
للوجود و هي سارية في كل شيء دائرة مع الوجود حيثما دار بل عينه كذلك العلم علمان
علم معتبر في الحياة بالمعنى الأول و هذا هو العلم الخاص و علم مساوق للوجود متأس
به في السراية بل عينه و بهذا يجمع بين نفي المصنف كون الماديات علما و معلومء
للمبادىء و بين إثبات كون الوجود عين العلم و نظائره المستلزم لكونها علما و
عالمة بالمبادىء و لو علما بسيطا فضلا عن كونها علما و معلومة للمبادىء، س قده
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 6 صفحه : 164