responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 6  صفحه : 118

الإشارة بقوله‌ [1] وَ إِنْ مِنْ شَيْ‌ءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَ لكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ‌ لأن هذا الفقه و هو العلم بالعلم لا يمكن حصوله إلا للمجردين عن غواشي الجسمية و الوضع و المكان‌

الموقف الثاني في البحث عن صفاته تعالى على وجه العموم و الإطلاق و فيه فصول‌

الفصل (1) في الإشارة إلى أقسام الصفات‌

الصفة إما إيجابية ثبوتية و إما سلبية تقديسية- و قد عبر الكتاب عن هاتين بقوله‌ تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَ الْإِكْرامِ‌ فصفة الجلال ما جلت ذاته عن مشابهة الغير و صفة الإكرام ما تكرمت ذاته بها و تجملت- و الأولى سلوب عن النقائص و الأعدام و جميعها يرجع إلى سلب واحد هو سلب الإمكان عنه تعالى و الثانية تنقسم إلى حقيقية كالعلم‌ [2] و الحياة و إضافية كالخالقية


[1] أي يسبح بتسبيحه و يحمد بحمده أي كلها كاشفة لأسمائه و صفاته و شارحة لجماله و جلاله و الحمد أيضا إظهار كمال المحمود و كل وجود خير و حسن و جمال و جلال و لما كان كل وجود و خير منسوبا أولا إلى الله تعالى و ثانيا إلى تعينه و ماهيته كما

قال ع:

ما رأيت شيئا إلا و رأيت الله قبله‌

لأن نسبته إلى الفاعل بالوجوب و إلى القابل بالإمكان كانت وجودات العالم بشراشرها ألسنة ناطقة بأن له الحمد و له الملك لا بمحض دلالة الأثر على المؤثر كما يقوله المتكلمون و لما لم يكن الأثر شيئا على حياله بل ما هو فيه بما هو وجود لم هو و بهوية الهو المطلق هوية كل هو و كان قد ينقضي في نظر السالك دول المظاهر للأسماء و يظهر دولة الأسماء و تبدل الأرض غير الأرض و السماوات و برزوا لله الواحد القهار- كان الحمد و التسبيح المبنيان للفاعل أيضا به تعالى أنت كما أثنيت على نفسك و لذا جمع تعالى بين التسبيحين أو الحمدين أعني التسبيح و حمد الأشياء في قوله يسبح و التسبيح- و حمد نفسه في قوله بحمده و قوله قدس سره و هو العلم بالعلم إشارة إلى قراءة يفقهون بياء الغيبة لا بتاء الخطاب، س قده‌

[2] التمثيل بمثالين إشارة إلى انقسام الحقيقة إلى الحقيقة المحضة و الحقيقة ذات الإضافة فإن الصفة مطلقا سواء كانت في الواجب تعالى أو في الممكن أربعة أقسام لأن الصفة إما سلبية و إما ثبوتية و يندرج في السلبية ما ليس في لفظه حرف سلب كالعمى و الأمية الموضوعين لعدم البصر و عدم الكتابة و التعلم للعلم و في الحق الأول كالقدوسية و الثبوتية إما إضافية و هي ما كانت محض النسبة كالعالمية و القادرية و إما حقيقية و هي إما حقيقية محضة إن لم تكن نسبة و لا ملزومة للنسبة كالحياة و الوجوب بالذات و علم العالم بذاته و إما حقيقية ذات إضافة إن لم تكن نسبة و لكن تكون ملزومة للنسبة كالعلم بالغير و القدرة عليه فعلم زيد بالشمس مثلا صورة في ذهنه و ليست إضافة بل كيفية و لكن تلزمها النسبة إلى الشمس الخارجية و تلك النسبة هي العالمية.

إذا عرفت هذا فنقول الصفات السلبية ليست عين ذات الموصوف و إلا لكان الموصوف عدما إن قلت هي محذور في كون مصداقها عين الذات فإن الثبوتية الحقيقية أيضا مصداقها عين الذات لا مفهومها قلت السلب لا مصداق له و ظاهر أن الموجود لا يكون مصداقا و فردا ذاتيا للسلب و العدم نعم يصلح لأن يكون منتزعا منه و فردا عرضيا لهما بخلاف المفهوم الثبوتي فإن الموجود فرد ذاتي له و الكلي الطبيعي و ما يجري مجراه موجود عين فرده الذاتي إن قلت سلوب الباري تعالى عندكم من باب سلب السلب فيكون إثباتا قلت السلب مطلقا أينما تحقق و أي شي‌ء كان مسلوبه بما هو سلب لا يحاذيه شي‌ء و كونه إثباتا و ثبوتا أنما هو شأن فرده العرضي لا بما هو طبيعة سلب و عدم و الصفات الإضافية أيضا أعني المضافات الحقيقية لا المشهورية زائدة على ذات الموصوف و إلا لكان الموصوف نسبة محضة و السؤال و الجواب جاريان هنا أيضا إن قلت السلب و الإضافة كيف يكونان صفتين لشي‌ء و هما نفي محض و اعتباري قلت العقل لا يعتبر في صفة الشي‌ء كونها أمرا عينيا بل يكتفي فيها بكونها في ظرف نفس الأمر فإن الكلية صفة للإنسان و الفرس و غيرهما و هي من المعقولات الثانية و لذا كان العرضي إما محمولا بالضميمة و إما خارجا محمولا مطلقا و كلاهما صفة الشي‌ء فالتي من صفات الواجب تعالى عين ذاته هي الصفات الثبوتية الحقيقية بكلتا شعبتيها، س قده‌

نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 6  صفحه : 118
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست