نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 6 صفحه : 117
أطرافها العدمية التي يكون لها عند الانفصال عن ذلك الوجود الجمعي و
تلك الأطراف العدمية ليست داخلة في الحقيقة الخطية التي هي طول مطلق حتى لو فرض
وجود خط غير متناه لكان أولى و أليق بأن يكون خطا[1]من هذه الخطوط المحدودة- و إنما هي داخلة في ماهية هذه
المحدودات الناقصة لا من جهة حقيقتها الخطية- بل من جهة ما لحقها من النقائص و
القصورات و كذا الحال في السواد الشديد- و اشتماله على السوادات التي هي دونه و في
الحرارة الشديدة و اشتمالها على الحرارات الضعيفة فهكذا حال أصل الوجود و قياس
إحاطة الوجود الجمعي الواجبي الذي لا أتم منه بالوجودات المقيدة المحدودة بحدود
يدخل فيها أعدام و نقائص خارجة عن حقيقة الوجود المطلق داخلة في الوجود المقيد و
إليه الإشارة في الكتاب الإلهي-أَنَّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُماو الرتق إشارة إلى وحدة حقيقة الوجود الواحد
البسيط و الفتق تفصيلها سماء و أرضا و عقلا و نفسا و فلكا و ملكا و قوله تعالى[2]وَ جَعَلْنا مِنَ
الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍو هل الماء
الحقيقي إلا رحمته التي وسعت كل شيء- و فيض جوده المار على كل موجود و كما أن
الوجود حقيقة واحدة سارية في جميع الموجودات على التفاوت و التشكيك بالكمال و
النقص فكذا صفاته الحقيقية التي هي العلم و القدرة و الإرادة و الحياة سارية في
الكل سريان الوجود
جمالك في
كل الحقائق سائر
و ليس له إلا جلالك ساتر
[3]على وجه يعلمه الراسخون فجميع الموجودات حتى الجمادات حية
عالمة ناطقة بالتسبيح شاهدة لوجود ربها عارفة بخالقها و مبدعها كما مر تحقيقه في
أوائل السفر الأول و إليه
[1]إذ لم يفته شيء من سنخ الخط بل فاتته القوابل و النقاط
مثلا و هي مباينة بالنوع له- أما القوابل فلكونها جواهر و الخط عرض و أما النقطة
فلكونها حدا مشتركا بين الخطوط- و الحدود المشتركة مباينة بالنوع لذوي الحدود كما
ثبت في محله، س قده
[2]هذا في الوحدة في الكثرة أظهر منه في عكسه و كلمة حي صفة
موضحة لا مخصصة- إشارة إلى أن كل شيء له حياة و شعور، س قده
[3]أي سراية لا تتصف بصفات المسري فيه بل تفنيه و بهذا المعنى
أطلق السير أيضا في قوله-
جمالك في كل الحقائق سائر
و ليس له إلا جلالك ساتر
أي الافرط نور جمالك، س قده
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 6 صفحه : 117