نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 5 صفحه : 80
أبحاث و تحقيقات-
[بحث]
قال صاحب البصائر و هو ابن سهلان الساوجي معترضا على الحجة المذكورة-
إن الانفصال عدمي و العدمي لا يحتاج إلى قابل يقبله و إلا لكان في العدم قوابل
موجودة غير متناهية قبل وجود الأشياء.
و دفعه بأن الانفصال إن كان عبارة عن حدوث هويتين اتصاليتين فذاك و
إن كان عبارة عن عدم الاتصال فليس كل عديم الاتصال منفصلا حتى يكون العقل منفصلا و
النقطة منفصلة بل لا بد مع ذلك من إضافة إلى محل يبقى معه و له استعداد ما يقابله
فكما أن البصر يضاف إلى محل و عضو يتصور بصورة المرئي و يقبل قوة بها يرتسم
الألوان فكذلك العمى الذي هو بطلان تلك القوة عن العضو القابل نوعا أو شخصا و كما
لا يقبل السواد البياض بل محله كذلك لا يقبل البصر العمى بل محله- فعلى هذا القياس
لا يقبل الاتصال الانفصال بل محله.
و قد علمت أن قابل الاتصال لكونه محض القابلية يكفيه أقل جهة يتهيأ
بها لورود الأشياء عليه لغاية عرية في ذاته عن الصورة فنسبته إلى الاتصال و زواله
ثم عوده كنسبة واحدة فيقبل العود ثم العود بخلاف غيرها من القوابل الثواني لتصورها
بصورها المقومة إياها الموجبة لاستعدادها و قبولها لما يحتاج إلى مزيد تأثير من
مؤثر قوي لينفعل به و ينتقل من أحد المتقابلين إلى الآخر بل ربما ينفعل من أحد
الطرفين بحيث يبطل استعداده لغيره أو للطرف الآخر كالمصور بصورة تمامية لا أتم
منها و كالمصور بصورة فلكية أو كوكبية لا ضد لها و لا ند و لا فساد يعتريها إلا
على نحو الفناء المطلق كما هو عند أشراف الملة و الحكمة فليس حال الهيولى الأولى
من هذه الجهة بالقياس إلى الوصل و الفصل حال العين بالقياس إلى البصر و العمى و
حال الإنسان بالقياس إلى العلم و الجهل.
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 5 صفحه : 80