نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 5 صفحه : 3
فالكل غائب عن الكل فهذا غاية نقص الوجود في الذوات الجوهرية و لا بد
أن تصل نوبة الوجود لأن كل وجود هو مبدأ أثر و أثره أيضا نحو من الوجود أنقص منه و
هكذا فلو لم ينته سلسلة الوجود إلى شيء يكون حيثية وجوده متضمنا لحيثية عدمه-
يلزم عدم الوقوف إلى حد فلا يوجد الهيولى التي هي محض القوة و الإمكان لكن لا بد
من وجودها كما ستعلم و هذا أعني الصورة الجسمية و إن كان أمرا ظلمانيا إلا أنه من
مراتب نور الوجود فلو لم تنته نوبة الوجود إليه لكان عدمه شرا و عدم إيجاده بخلا و
إمساكا من مبدعه و هو غير جائز على المبدإ الفياض المقدس عن النقص و الإمكان على
مقتضى البرهان و لأن عدم فيضان هذا الجوهر الظلماني يستلزم وقوف الفيض على عدد
متناه من الموجودات لنهوض البراهين الدالة على تناهي المترتبات في الوجود ترتبا
ذاتيا عليا و معلوليا فينسد بذلك باب الرحمة و الإجادة عن إفادة الكائنات الزمانية
المتعاقبة سيما النفوس الإنسانية الواقعة في سلسلة المعدات و العائدات و أيضا لو
لم ينته سلسلة الإيجاد إلى الجوهر الجسماني لزم أن ينحصر الممكنات في العقول فإن
ما سوى العقول كالنفوس و الطبائع و الصور و الأعراض كالكم و الكيف و الأين و المتى
و غيرها لا يمكن وجودها إلا مع الجسم أو بالجسم فهذه الوجوه و غيرها من القوانين
الحكمية تدل دلالة عقلية على تحقق الممتدات الجوهرية في الوجود مع قطع النظر عن ما
يوجبه الحس من وجود جوهر ممتد فيما بين السطوح و النهايات حامل للكيفيات المحسوسة
فهذا الجوهر الممتد هو المسمى بالجسم الذي من مقولة الجوهر و قد يطلق بالاشتراك
على معنى آخر من مقولة الكم كما ستقف على الفرق بينهما و قد عرفوا الجسم بالمعنى
الأول بحسب شرح اسمه بأنه الجوهر القابل لفرض الأبعاد الثلاثة.
و نقل عن الشيخ أنه متردد في أن هذا التعريف للجسم حد أو رسم له- و
أبطل الفخر الرازي كونه حدا بأن الجوهر لا يصلح جنسا للجسم و لا قابلية الأبعاد
فصلا له.
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 5 صفحه : 3