نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 5 صفحه : 276
أخذوا العالم كله حيوانا واحدا له نفس واحد هي نفس الكل و صورة الكل
و هذا مما لا يبعد عن الصواب سيما عند من يجعل الفلك الأعظم جسما واحدا مشتملا على
جميع السماويات له حركة واحدة دائرة حول مركز الكل فإن اختلاف الأبعاض بالنوع إذا
روعي فيها ترتيب و نظام بين الأشرف و الأخس و الألطف و الأكثف لا يقدح في الوحدة
الشخصية بصورة الجميع كإنسان الذي هو عالم صغير.
ثم قال الشيخ و لو كان للأجسام مبدأ صوري مشترك بهذه الصفة لكان
مداوم الاقتران بالهيولى و لا يكون و لا يفسد بل متعلق أيضا بالإبداع.
أقول قد علمت فيما سبق أن كون الشيء دائم الاقتران بالهيولى يناقض
كونه إبداعي الوجود غير كائن و لا فاسد فإن الهيولى عبارة عن أمر حامل لقوة وجود
الشيء و إمكانه الاستعدادي ثم لحدوثه و كونه حتى لو كان الشيء مسلوب القوة و
الاستعداد و الحدوث استحال تعلقه بالهيولى و مثل ذلك الشيء صورة محضة إذ كل ما
يتعلق وجوده بالهيولى فلا بد أن يكون للعدم شركة في قوام وجوده فإنه لا يحصل إلا
بالحركة و الزمان فلا يكون إبداعيا.
و أما الذي قررناه من الصور في أن يكون مبدأ صوريا مشتركا فينبغي أن
يكون لذاته جهتان إحداهما عقلية حاصلة بالإبداع و الأخرى طبيعية متعلقة بالهيولى و
الكون و الفساد و النفس الفلكية من هذا القبيل فإنها من حيث جوهرها العقلي صورة
إبداعية من عالم الأمر و من حيث قواها الطبيعية و غيرها متعلقة الوجود بالهيولى
سارية فيها كائنة فاسدة.
و أما العدم
فلا يجوز أن يكون من جملته عدم مشترك بالنحو الأول من النحوين
المذكورين في الاشتراك لأن هذا العدم عدم شيء من شأنه أن يكون و هو معنى القوة و
الاستعداد فلم يبعد أن يبطل عند وجود ذلك و أما المشترك بالمعنى الآخر من النحوين
المذكورين للاشتراك فلا شبهة في أن المبادي الثلاثة مشتركة بهذا المعنى- إذ يصدق
على كل من الحوادث و الكائنات و المتغيرات أن له هيولى و
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 5 صفحه : 276