نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 5 صفحه : 272
غير المفهوم من كليهما جميعا لا بد و أن يكون فيه شيء ثابت هو
المتغير و صفة كانت موجودة فعدمت و صفة كانت معدومة فوجدت.
و معلوم أنه لا بد للكائن من حيث هو متغير في ذاته من أن يكون له
أمر- قابل لما تغير عنه و لما تغير إليه و صورة حاصلة و عدم سابق لها مع الصورة
الزائلة و عدم مقارن معها للزائلة و هذا في التغيرات التي في الصفات الزائدة على
جوهريات الأشياء معلوم لأكثر الناظرين.
و أما نحن فبفضل الله و جوده فقد بينا ذلك في جوهريات الطبائع
المادية على وجه لم يتيسر لأحد بعد المعلم و من يحذو حذوه من الفلاسفة حيث سلف
ذكره من كيفية تجدد الطبيعة و تقوم وجود كل جزء منها بالعدم و عدم كل منها
بالوجود.
فعلى هذا يجب أن يكون العدم معدودا من جملة المبادي المقومة
للكائنات- فإن العدم شرط في كون الشيء متغيرا و إذا كان التغير في جوهر الشيء و
قوامه- كان للعدم شركة في تقويمه مع سائر المقومات فرفع العدم بالكلية عما هو
متغير في ذاته يوجب رفع ذاته من غير عكس فالعدم على هذا الوجه مبدأ بمعنى أنه لا
بد منه في وجود الشيء.
و لو نوقش في إطلاق اللفظ و قيل المبدأ هو الذي لا بد من وجوده في
وجود شيء فلا مبالاة لنا في ذلك مع قابله فليستعمل بدل المبدإ المحتاج إليه
فالعدم لا بد من أخذه في تحديد المتغير المستكمل و كذا لا بد من أخذ الصورة[1]فيه على أن هذا العدم ليس هو العدم
المطلق بل عدم له نحو من الوجود كأنه عدم شيء مع تهيؤ و استعداد في مادة معينة
فإن الإنسان لا يتكون عن كل لا إنسانية بل لا إنسانية في قابل الإنسانية لكن الكون
باعتبار الصورة لا العدم و الفساد باعتبار العدم لا الصورة.
و قد يقال إن الشيء كان عن الهيولى و عن العدم و لا يقال عن الصورة
فيقال
[1]بخلاف المادة فإنه لما كان الشخص مع تبدل المادة باقيا
بعينه علم عدم مدخلية المادة في الشخص فلا يؤخذ في تحديد الشيء فتدبر، إسماعيل
رحمه الله
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 5 صفحه : 272