نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 5 صفحه : 100
الحكماء من أن الصورة الجسمية أي المتصل بالمعنى الأول عندهم أمر
مبهم في الواقع- فأورد عليهم أنه كيف يتقوم أمر عيني بأمر مبهم في الواقع.
و أما المقدار الجوهري عنده فليس أمرا مبهما في الواقع و إن عرض له
الإبهام بحسب وجوده الذهني فإن للعقل أن ينتزع من الأشخاص ماهياتها و يأخذها على
وجه لا يأبى عن الصدق على كثيرين فكما أن للجسم مرتبة إطلاق و تعين عند العقل-
فكذلك للمقدار بحسبه اعتباران فإذا حلله العقل إلى ذينك الاعتبارين يحكم بأن
أحدهما المقدار المقوم للجسم و المطلق منه مقدار مقوم للجسم المطلق بل هو عينه و
المقادير الخاصة مقومة للأجسام الخاصة بل هي عينها كما هو رأيه.
و أما ما ثبت عرضيته عنده في ذلك الكتاب فليس إلا مراتب الطول و
العرض و العمق و ليس شيء منها مقدارا للجسم بل هي عوارض للمقدار الجرمي و عرضيتها
لا يوجب عرضيته.
و قد علمت أنه ممن ينكر وجود التخلخل و التكاثف الحقيقيين بل الحركة
في المقدار مطلقا فلا يقام عليه الحجة الدالة على عرضية المقدار بتوارد المختلفات
من المقادير هذا توجيه كلامه على ما يوافق رأيه.
و أما الجواب الحق عنه فهو أن الممتد المقوم للجسم العيني عند
الحكماء المشاءين ليس إلا أمرا محصلا متعينا في نفسه غاية الأمر أنه مبهم من حيث
المقدارية- و التعين الشخصي بحسب تجوهر الذات لا ينافي الإبهام الكمي بحسب العارض
كما لا ينافي الإبهام الكيفي فإن الجسم في حد نفسه شخص جوهري معين و قابل للحركات
و الاستحالات الكمية و الكيفية و المتحرك ما دام كونه متحركا لا يتعين له فرد من
المقولة التي يقع فيها الحركة.
و به يخرج الجواب عن الوجه السابق أيضا منه فليدرك.
بحث آخر على نمط آخر-
سلمنا أن في الجسم باعتبار الامتداد أمورا ثلاثة الأول جوهر غير خارج
عن
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 5 صفحه : 100