responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 4  صفحه : 75

و أما اليبوسة فربما يقال في تحقيقه إن من الأجسام ما يتفرق أجزاؤه و يتعرك بسهولة إما لضعف تماسك الأجزاء بعضها ببعض و إما لتركبه من أجزاء صغار مع صلابة كل منهما فالأول هو اليابس و الثاني هو الهش فاليبوسة كيفية تقتضي كون الجسم السريع التفرغ عسير الاجتماع.

فظهر الفرق بينها و بين الهشاشة كما بينها و بين الصلابة و أما بيان إنيتهما- فاعلم أنا قد أشرنا إلى أن تفسير الرطوبة بالكيفية التي معها يكون الجسم سهل الالتصاق و تركه أولى فإذا كانت كذلك فهي لا محالة صفة وجودية و هي من المحسوسات لا محالة و كذلك اليبوسة لما مر.

و أما إذا قلنا هي التي لأجله يسهل قبول الأشكال فهو كلام مجازي إن أريد به ظاهره فإن السهل و الصعب من باب المضاف و الرطوبة و اليبوسة ليستا منه.

بل التحقيق فيه أن الرطب هو الذي لا مانع له في طباعه عن قبول الأشكال الغريبة- و عن رفضها و اليابس هو الذي في طباعه مانع يمنع من ذلك مع إمكانه فعلى هذا يشبه أن يكون التقابل بينهما بالعدم و الملكة فلم يكن الرطوبة وجودية و لا أيضا محسوسة بالذات بل كان الإحساس بها عبارة عن عدم الإحساس بمانع عن التشكل و الذي يؤكد ما ادعيناه أنهما سواء فسرت بالقابلية أو بعلة القابلية و سواء كانت القابلية صفة عدمية أو وجودية فهي لا يلزم أن تكون صفة زائدة على الجسم أما على تقدير كونها قابلية و القابلية عدمية فظاهر و أما على تقدير كونها قابلية و القابلية وجودية فلأن هذه القابلية حاصلة للجسم لذاته مع سائر القابليات لأن شأن الجسم قبول التشكلات- و لذلك كان هذا القبول حاصلا لليابس أيضا و أما على تقدير كونها علة للقابلية و القابلية وجودية فلأنه لما كانت قابلية الجسم للأشكال حكما ثابتا لذاته استحال أن يستدعي علة زائدة و أما على تقدير كونها علة للقابلية و هي عدمية فعدم الحاجة إليه أظهر فثبت أن الرطوبة بهذا التفسير ليست وجودية فالأشبه أنها غير محسوسة و لهذا لا يقع الإحساس بالهواء عند كونها معتدلا لا حر فيه و لا برد و لا حركة و لو كانت رطوبتها وجودية كان‌

نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 4  صفحه : 75
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست