نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 4 صفحه : 41
الكائن في شيء آخر كالمعلوم المشتق من العلم[1]و هو في العالم.
و عن الثانية أن الحركة محتاجة إلى المكان و لا نسلم كون المحتاج
إليه منحصرا في أحد الأمور المذكورة فإن الاثنين محتاج إلى الواحد و هو غير العلل
الأربع بل المراد ما يتقدم بالطبع و إن كان شرطا غير هذه الأربع.
و عن الثالثة أن النامي يستبدل بنموه مكانا بعد مكان فلا يلزم ما
قالوه.
و عن الرابعة بالفرق بين ما بالذات و ما بالعرض و القائلون بوجوده
قوم منهم من يدعون البداهة و هو أولى و قوم يستدلون عليه بوجوه منها أن الانتقال
عبارة عن التغير في الأين لأنه قد يوجد هذا التغير مع ثبات الجوهر و كمه و كيفه و
وضعه و سائر الأعراض و قد لا يقع هذا الانتقال و يتغير في كل من تلك الأمور فعلم
أن هذا الانتقال هو تغير في الأين أعني في النسبة إلى المكان فثبت وجوده و منها أن
نشاهد سما حاضرا ثم يغيب و يحضر جسم آخر حيث هو فالبديهة تحكم بأن للمتعاقبين مورد
مشترك و ليس ذلك إلا المكان لأنه هو الذي كان للأول ثم صار للآخر و منها أن وجود
الفوق و السفل معلوم بالضرورة و ذلك يقتضي وجود المكان و في الكل محل تأمل.
[وجه الجمع بين
الأقوال]
و اعلم أنه ذكر بعض العلماء وجها تضبط به المذاهب في أمر المكان و هو
أن هذا الأمر المعلوم ببعض الأمارات ليس بخارج عن الجسم و أحواله فهو إما جزء
الجسم أو لا فإن كان جزأه فهو إما هيولاه أو صورته و إن لم يكن جزء و لا شك أنه
يساويه فهو إما عبارة عن بعد يساوي أقطاره و إما عبارة عن سطح من جسم يلاقيه- سواء
كان حاويا له أو محويا له و إما عبارة عن السطح الباطن للجسم الحاوي- المماس للسطح
الظاهر من المحوي فهذه خمسة مذاهب و إلى كل منها ذاهب.
[1]لا يخفى ما فيه إذ العلم الذي هو في العالم إما العلم
الحقيقي أو العلم المصدري المبني للفاعل و ليس المعلوم مشتقا من شيء منهما إذ
اشتقاقه من المصدر المبني للمفعول فلا تغفل، إسماعيل
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 4 صفحه : 41