responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 4  صفحه : 143

إنما هما من جنس الملموسات و إدراكهما لذة ألم للقوة الحيوانية اللمسية التي لا يخلو منها و من مدركها حيوان.

ثم بعد هذه الكيفية اللمسية و قوة إدراكها اللمسي في قوام بدن الحيوان الكيفية الذوقية التي بها و بقوة إدراكها ينحفظ بدنه و يبقى إلى غاية نشوه و كما أن بدنه من جنس الملموسات و كماله منوط بكمالها كذلك من جنس المذوقات التي يغتذي بها- فللقوة الذوقية كمال ذوقي و بإزائه لذة ذوقية و لها مناف من هذا الباب و لأجله ألم- و بعد هاتين الكيفيتين درجة كمالية من مدركات الشامة لم يحتج إليها أعضاؤه الكثيفة كثير احتياج في القوام إلا أنها مما يتغذى بها لطائف أعضائه كالأرواح البخارية فلأن الروح كمال الروح فيكون للقوة الشامة باللطيفة التي في الخيشوم لذة في إدراك الروائح الطيبة و ألم في إدراك الشمائم المنتنة الكريهة و كل هذه الكيفيات الثلاث- مما يتصف به البدن الحيواني و أعضاؤه.

و أما مدركات الباصرة و السامعة فالحيوان بما هو حيوان غير متحصل القوام منها و لا شي‌ء من أعضائه متقوم بالنور أو الصوت لأن كيفية الضوء من الهيئات البعيدة عن أعماق الجسم بما هو جسم فضلا عن الحيوان لأنه جسم كثيف ظلماني و إنما يعرض الضوء و اللون التابع له لسطوحه و أطرافه الخارجة عن حقيقة الجوهر و ماهيته.

و كذا الصوت الذي هو أبعد الأعراض عن حقيقة جسم ذي الصوت فليس الجسم الحيواني و لا عضو من أعضائه ذا كيفية مبصرة أو مسموعة حتى يكون حصول شي‌ء منهما كمالا له فيكون إدراكه إدراك الكمال المناسب لذلك العضو فيكون لذة و إدراك ضده إدراكا للمنافي نعم إدراك المبصرات النورية لذة و كمال للقوة النفسانية الباصرة لا للعين و إدراك الأصوات الحسنة لذة و ملائم للقوة النفسانية السمعية لا للأذن فالملائم و المنافي لهذين العضوين غير الملائم و المنافي لهاتين القوتين بخلاف الملائم و المنافي للقوى الثلاثة الشمية و الذوقية و اللمسية فإنهما بينهما ملائم و مناف للأعضاء.

و بالجملة الحيوان بما هو حيوان من جنس الملموس و المطعوم و المشموم و ليس‌

نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 4  صفحه : 143
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست