responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 4  صفحه : 115

في كل نقرة نقرة بل ربما يتبلد في فعله إذا روى لأن مبدأ فعله هذا بعد أحكام الملكة ليس روية بل شي‌ء نسبته إلى الروية كنسبة الطبيعة إلى الفكر و الطبيعة شي‌ء مخالف للروية و إن لم يكن يخالف العلم في كثير من الطبائع كالطبائع الفلكية إذ طبيعتها عين العلم و الشعور بلا روية و الخلق كأنه شي‌ء متوسط بين الطبيعة و هذه الإرادة الفكرية و كأنه أمر حاصل عقيب تعمل و اكتساب فليس للأفلاك و المبادي خلق بل مبادي أفاعيلها كلها طبيعة أو عقل و ليس الخلق أيضا يلزمه المبدئية للفعل بل كونه بحيث إذا أريد الفعل يصدر بلا صعوبة و روية و كذلك ملكة العلم للعالم ليس أن يحضر المعلومات بل أن يكون مقتدرا على إحضار معلوماته من غير روية.

و اعلم‌ أن كل حال و ملكة فهو صفة وجودية لا محالة و كل صفة وجودية فهي من حيث إنها صفة وجودية كمال سواء سميت فضيلة في العرف أو الاصطلاح أو الشرع أو رذيلة لكن بعض تلك الصفات مما يوجب زوال كمالات أخرى مخصوصة بنفوس شريفة و بعضها ليست كذلك بل يزيد بها تلك النفوس شرفا و بهاء فهذه هي الفضائل للقوة العاقلة التي للإنسان و أضدادها هي الرذائل لها و ما من رذيلة للنفوس الإنسانية كالشره و الفجور و التهور و الجربزة إلا و هي فضيلة لبعض النفوس السافلة فإن إفراط الشهوة كمال للبهائم رذيلة للإنسان لمكان نفسه الناطقة.

و اعلم أن الحكمة بمعنى إدراك الكليات و العقليات الثابتة الوجود كمال للإنسان بما هو إنسان كلما زاد كان أفضل.

و أما غيرها من الملكات فلها طرفا إفراط و تفريط و متوسط بينهما و الفضيلة في المتوسط لا في الطرفين.

أما الإفراط فلأن حصولها ضار لغيرها أعني ملكة العلم الذي هو أصل الفضائل- و أما تفريطها فلأن عدمها بالكلية أو نقصانها المفرط يوجب فقد ما يتوقف عليها من تحصيل الخير الباقي و هو الكمال العقلي.

و اعلم أن رءوس الفضائل النفسانية و الأخلاق الإنسانية التي هي مبادي الأعمال‌

نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 4  صفحه : 115
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست