نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 84
محصورة بين حاصرين و يلزم منه مفاسد تشافع الأجزاء التي لا تتجزأ كما
يظهر بالتأمل.
و الثاني أن السواد لما ثبت أن له في حالة اشتداده أو تضعفه هوية
واحدة شخصية
ظهر أنها مع وحدتها و شخصيتها تندرج تحت أنواع كثيرة و تتبدل عليه
معاني ذاتية و فصول منطقية حسب تبدل الوجود في كماليته أو نقصه و هذا ضرب من
الانقلاب و هو جائز لأن الوجود هو الأصل و الماهية تبع له كاتباع الظل للضوء-
فليجز مثله في الجوهر.
و الثالث أن هذا الوجود الاشتدادي مع وحدته و استمراره فهو وجود
متجدد- منقسم في الوهم
إلى سابق و لاحق و له أفراد بعضها زائل و بعضها حادث و بعضها آت و
لكل من أبعاضه المتصلة حدوث في وقت معين و عدم في غيره و ليس اشتماله على أبعاضه
كاشتمال المقادير على غير المنقسمات عند القائلين بها لاستحالته بل ذلك الوجود
المستمر هو بعينه الوجود المتصل الغير القار و هو بعينه أيضا كل من تلك الأبعاض و
الأفراد الآنية فله وحدة سارية في الأعداد لأنها جامعة لها بالقوة القريبة من
الفعل فإن قلنا إنه واحد صدقنا و إن قلنا إنه متعدد صدقنا و إن قلنا إنه باق من
أول الاستحالة إلى غايتها صدقنا و إن قلنا إنه حادث في كل حين صدقنا- فما أعجب حال
مثل هذا الوجود و تجدده في كل آن و الناس في ذهول عن هذا- مع[1]أن حالهم بحسب الهوية مثل هذه الحال و هم
متجددون في كل حين لأن إدراكه يحتاج إلى لطف قريحة و نور بصيرة يرى كون ما هو
الباقي و ما هو الزائل المتجدد واحدا بعينه و لنصرف العنان إلى إثبات الحركة في
الجوهر تتميما لما سبق ذكره فيه.
[1]لأن لوجودهم الشخصي مراتب من اللطائف السبع الإنسانية
فليتفطنوا بأنفسهم- ثم لينتقلوا إلى الوجود المحيط البسيط فالأحكام الثلاثة
المستنبطة أولها أصالة الوجود و ثانيها التبدل الذاتي و التجدد الجوهري و ثالثها
التوحيد الخاصي و في قوله و العجب إشارة إلى أنه إذا كان حال وحدة عرض موقع التعجب
فكيف حال النفس التي هي الآية الكبرى- و أعجوبة الله العظمى رب زدني فيك تحيرا، س
ره
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 84