نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 66
سلسلة منتظمة من أحوال متواردة على الطبيعة كمراتب قرب و بعد من
الغاية قالوا فالثابت كالطبيعة مع كل شطر من إحدى السلسلتين علة لشطر من الأخرى و
بالعكس لا على سبيل الدور المستحيل كما ذكروا في ربط الحادث بالقديم.
أقول هذا الوجه غير كاف في استناد المتغير إلى الثابت و ارتباط
الحادث بالقديم- فإن الكلام في العلة الموجبة للحركة لا في العلة المعدة لها و لا
بد في كل معلول من علة مقتضية ففرض السلسلتين نعم العون على وجود أمور مخصصة
لأجزاء الحركة العارضة للمادة المستعدة لها و كلامنا في العلة الموجبة لأصل الحركة
فإن الحركة معلولة و كل معلول لا بد له من موجب لا ينفك و لا يتأخر عنه زمانا و لو
كان كل من السلسلتين علة للأخرى يلزم تقدم الشيء على نفسه و لا مخلص عن هذا إلا
بأن يذعن بأن الطبيعة جوهر سيال إنما نشأت حقيقتها المتجددة بين مادة شأنها القوة
و الزوال و فاعل محض شأنه الإفاضة و الإفضال فلا يزال ينبعث عن الفاعل أمر و ينعدم
من القابل ثم يجبره الفاعل بإيراد البدل على الاتصال و أيضا من راجع إلى وجدانه في
حال السلسلتين معا بجميع أجزائهما و لا محالة أنهما جميعا متأخرتان في وجودهما عن
وجود الطبيعة علم أن الكلام في لحوقهما معا بأمر ثابت عائد من رأس من أنهما من أين
حصلتا بعد ما فرض الأصل ثابتا و الأعراض تابعة و هذا على قياس ما ذكر في البرهان
المسمى بالوسط و الطرفين على بطلان اللاتناهي في تسلسل العلل من أنه إذا كان جميع
الآحاد- ما سوى الطرف الأخير أوساطا من غير أن يكون لها طرف أول فمن أين حصلت تلك
السلسلة فهكذا نقول هاهنا إذا لم يكن هاهنا وجود أمر شأنه التجدد و الانقضاء
لذاته- فمن أين حصلت المتجددات سواء كانت سلسلة واحدة أو سلاسل و مم حصل تجدد
السلسلتين على أن مراتب القرب و البعد التي فرضوها سلسلة أخرى هي ليست غير نفس
الحركة فإن تجدد القرب و البعد ليس أمرا غير الحركة جعلا وجودا فقد وضح أن تجدد
المتجددات مستند إلى أمر يكون حقيقته و ذاته متبدلة سيالة في ذاتها و حقيقتها و هي
الطبيعة لا غير لأن الجواهر العقلية هي فوق التغير و الحدوث و كذا النفس من حيث
ذاتها العقلية و أما من حيث تعلقها بالجسم فهي عين الطبيعة كما
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 66