و هو عالم الصور القائمة بالمواد و المتعلقة بها و هي الصور الحسية و
أما نفس المواد الجسمية المستحيلة المتجددة فهي لاستغراقها في الأعدام و الإمكانات
و الظلمات لا يستأهل للمعلومية[2]و
لوقوع اسم الوجود عليها كالزمان و الحركة و لما حققناه أن لا وجود لشيء منها إلا
في آن واحد و الآنات وجودها بالقوة و كل ما لا وجود لشخص منه إلا في آن واحد و هي
الأجسام و الجسمانيات- المادية السائلة الزائلة في كل آن المختص حدوثها بآن واحد
مع زوالها في سائر الآنات و الأوقات فإطلاق الوجود عليها بضرب من التجوز و
التشبيه[3]و يصح إطلاق
سلب الوجود عليها كما هو شأن المجاز و علامته و إليه أشار أفلاطون بقوله- ما
الشيء الكائن و لا وجود له و ما الشيء الموجود و لا كون له لأنه عنى بالأول
الماديات و بالثاني المفارقات و بالجملة العوالم في التحقيق ثلاثة كل منها قسم
[1]المراد بالنفوس الحيوانية النفوس بعد قطع التعلق عن
الأبدان الدنيوية ففي الآخرة لا استكمال لا للنفوس و لا للأشباح و أما النفوس بما
هي متعلقة بالأبدان الدنيوية- فهي داخلة في الثالث، س ره
[2]أي الأجسام إن قلت الصور العلمية على القواعد المقررة
ينبغي أن تكون وجودها لأنفسها لا للمواد فكيف يكون الصور القائمة بالمواد و هي
ثالثة الأقسام علما- فعدم الاستيهال للمعلومية لا يختص بنفس المواد الجسمية
المستحيلة و أما حديث التبعية للصور المالية المعلقة و المثال النوري كما قال في
الإلهيات و سيشير إليه بعد أسطر فيشملهما.
قلت عدها من العلم لعلة لشدة قربها من أفق الصور المحسوسات بالذات
التي هي علوم و معلومات بالذات و ذلك لحاجتها إلى أوضاع مواد المحسوسات التي
بالمعرض، س ره
[3]أي إطلاق الوجود الصوري النوري لا مطلقة و القرينة عليه
قوله بمعنى الصورة العلمية و قوله و لو عدها أحد أربعة نظرا إلى اعتبار الوجود، س
ره
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 501