responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 3  صفحه : 449

صيرتها عقلا بالفعل فإذا كانت قائمة بذاتها كانت أولى بأن تكون معقولة فإن الحرارة إذا صيرت الجسم الذي هي فيه متسخنا فلو كانت قائمة بذاتها مستقلة بنفسها كانت أولى بالتسخين و كذا الجسم إذا صار مفرقا للبصر بسبب حصول البياض فيه فلو كان البياض قائما بذاته كان أولى بأن يكون مفرقا للبصر و قد علمت ضعف ما احتج به في باب اتحاد العقل بالقوة بالصورة المعقولة فإذا ضعف المبني عليه ضعف البناء و المبنى.

الطريقة الثانية و هي قريبة المأخذ مما أشرنا إليه أولا [1]

و هي أن كل ما كان مجردا عن المادة و لواحقها فذاتها المجردة حاضرة لذاتها المجردة و كل مجرد يحضر عنده مجرد فهو يعقله فإذن كل مجرد فإنه يعقل ذاته أما بيان أن كل مجرد فإن ذاته حاضرة لذاته فلأن الشي‌ء الموجود إما أن يكون موجودا لذاته قائما بذاته و إما أن يكون موجودا لغيره قائما بغيره و ليس لقائل أن يقول لا يلزم من كون شي‌ء موجودا أن يكون موجودا لنفسه أو لغيره‌ [2] لأن ما ذكره كلام لا حاصل له و منشأ هذا الوهم أن حضور الشي‌ء عند الشي‌ء أمر إضافي فلا يعقل ثبوته إلا عند تغاير الطرفين و قد مر بيان كيفية الحال فيه بوجه لا مزيد عليه و مما ينبه على صحة هذه الإضافة و دفع الحاجة إلى التغاير صحة قولنا ذاتي و ذاتك و أيضا فإنا نعقل ذواتنا [3] و ليست لكل منا ذاتان ذات تعقل و ذات هي‌


[1] و هو القياس الثاني و من الافتراق بينهما أن العلم هناك عبر عنه بعدم الاحتجاب- و هاهنا بالحضور و سيأتي في كلام الشيخ الإشراقي أن التعبير بعدم غيبة الصورة عن الذات المجردة أتم و ذلك لأن الحضور يستدعي الإضافة، ره‌

[2] أي يجوز الخلو عنها بأن يكون موجودا نفسه لا لنفسه للزوم الاثنينية و لا لغيره حيث يكون مجردا، س ره‌

[3] إن قلت هذا مصادرة إذ لم يثبت بعد أن المجرد عاقل لذاته معقول لذاته بل هو بصدد الإثبات بهذا الدليل قلت أخذنا تعقل ذاتنا بذاتنا و لم نأخذ تجردنا بل نأخذ مطلق العلم و الإدراك و لفظ التعقل تعبير عن العلم و هذا كما قلنا سابقا إن العقل الهيولاني بالقوة في جميع التعقلات حتى تعقل ذاته و لا ينافي ذلك أن كل بهيمة تعلم ذاتها لطلبها ملائم ذاتها و هربها عن منافرها فضلا عن الإنسان و ذلك لأن مرادنا أن تعقل ذاته بالقوة لا أن تخيل ذاته أو توهم ذاته بالقوة، س ره‌

نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 3  صفحه : 449
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست