فإن المشكل بشكل مخصوص- أو الملون بلون مخصوص يمتنع عليه أن يتشكل
بشكل آخر مع الشكل الأول- و لا أن يتلون بلون آخر ما لم يسلب عنه اللون الأول و
كذا الحال في الطعوم- و الروائح و الأصوات المتخالفة المتضادة و أما صورها
الإدراكية فلا تزاحم لها في الوجود الإدراكي فإن الحس المشترك يدرك الجميع[2]و يحضرها عنده و كل حس من هذه الحواس
الخمسة يمكنه إدراك أنواع مختلفة من جنس محسوسه فالبصر للألوان المتضادة و الذوق
للطعوم المتضادة و كذا الكلام في غيرها فعلم أن الوجود الصوري الإدراكي ضرب آخر من
الوجود.
و ثانيها أن الصور المادية لا يحصل العظيم منها في المادة الصغيرة
فلا يحصل الجبل في خردلة و لا يسع البحر في حوض و هذا بخلاف الوجود
الإدراكي فإن
[1]أي في المحل بخلاف صورة النفس فلا تمانع بينها في المحل
فإن النفس مع وحدتها و بساطتها و عدم تقدرها تكون محلا للكل و أما نفس مفاهيم
الصور ففيها تمانع في أي موطن كانت، س ره
[2]بناء
على تجرده و على تجرده يبتني المعاد الجسماني فلا مقدار له حتى تكون صورة في جزء
منه و صورة أخرى في جزء آخر منه فالصور الخمس المتخالفة تكون فيه في آن واحد فيرى
و يسمع و يلمس حر الهواء أو برده و يفرض في هذه الحال في ذائقته مذوق و في شامته
رائحة فحينئذ فيه من كل هذه العوالم الخمسة شيء في آن واحد فهو أيضا آية من لا
يشغله شأن عن شأن مثل مستعمله و هو النفس بل فيه في آن واحد بعلاوة الصور الخمس
صور متضادة من كل نوع فإن البصر الذي هو جاسوسه و السمع و غيرهما- تقع على
المتضادات دفعة كالبياض و السواد و الجهر و الهمس و غيرهما، س ره
الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة ؛ ج3 ؛ ص301
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 300