نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 249
وجودها و كل اعتبار أو حيثية سواء كان وجوديا أو عدميا إذا اعتبر
معها كان يلزم من اعتباره معها اعتبار ضرب من الوجود فكيف يقال إنها متقدمة على
ثبوتها- ليثبت الحدوث الذاتي هناك لكن بقي شيء واحد هو الذي أشرنا إليه و هو أن
للعقل أن يجرد الماهية عن وجودها و عن كافة الوجودات ثم يصفها بوجودها الخاص- فلها
تقدم على الوجود مطلقا من حيث التجريد المذكور لكن ذلك التجرد الذاتي- و الانفراد
الذاتي لها عن الوجودات كلها ضرب من الوجود المطلق أيضا فيصدق عليه العدم من حيث
يصدق عليه الوجود بلا اختلاف حيثية كمثال فعلية القوة في الهيولى فمن جهة كونها
معدومة بهذا الاعتبار متأخر عنها مطلق الوجود و من حيث إن لها في هذا الاعتبار لا
بهذا الاعتبار وجود فهي متصفة بالتقدم على الوجود بالوجود.
فقد ذكروا أن كل ممكن الوجود فإن ماهيته مغايرة لوجوده و كل ما كان
كذلك امتنع أن يكون وجوده من ماهيته و إلا لكانت الماهية موجودة قبل كونها موجودة
فإذن لا بد و أن يكون وجوده مستفادا من غيره و كل ما وجوده مستفاد من غيره كان
وجوده مسبوقا بغيره بالذات و كل ما كان كذلك كان محدثا بالذات و بهذا يعلم أن
القديم بالذات لا ماهية له و شكوك الإمام الرازي قد علمت اندفاعها لكن هذان
الوجهان لا يجريان في نفس الوجودات المجعولة التي هي بذاتها آثار الواجب تعالى و
قد أشرنا إلى أن لها ضربا آخر
[1]يستخرج من هذا الوجه أن الحدوث الذاتي مسبوقية الوجود
بالغير كما يستخرج من الوجه الأول أن الحدوث الذاتي مسبوقية الوجود بالعدم و السبق
فيهما بالذات أي القدر المشترك بين السبق العلي و السبق بالتجوهر و التعريف الأول
أعم من الثاني بتعميم الغير حتى يشمل العدم و يشمل العلة، س ره
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 249