نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 2 صفحه : 39
و لنا في هذا المقام زيادة تحقيق و توضيح للكلام فاستمع لما[1]يتلى عليك من الأسرار ملتزما[2]صونه عن الأغيار الأشرار و هو أن الحكماء
قد أطبقوا على أن الجنس بالقياس إلى فصله عرض لازم كما أن الفصل بالقياس إليه خاصة
ثم ذكروا أن الجنس في المركبات الخارجية متحد مع المادة و الفصل مع الصورة فيلزم[3]من هذين الحكمين عدم كون فصول الجواهر
جواهر
[1]و فيه سر عظيم أشير إليه من أنه إذا تحققت أن الجنس لازم
خارج عن حقيقة الفصل- و الفصل الحقيقي حقيقة هو تمام الشيء و الشيء إنما صار
شيئا به لا بغيره و غيره خارج عن حاق حقيقة الشيء حقيقة و قد قالوا إن الحد
الأخير في الحد هو بعينه الحد الوسط في البرهان فالفصل الحقيقي هو حقيقة العلة و
العلة الحقيقية فهو جل شأنه تمام الأشياء بنحو أعلى فافهم، ن ره
[2]إذ بعد ما ثبت أن الفصول من الفصل الأول في التركيب الأول
إلى الفصل الأخير في أي تركيب كان و الصور من الصورة الأولى إلى الصورة الأخيرة
كلها وجود و لا ماهية لها جوهرية و لا عرضية ثبت أن العالم كله وجود و هذا مطلب
شامخ كما يعلمه الحكيم الراسخ- و إذ يتراءى للأغيار مخالفة ما ذكره من أن الفصل هو
الوجود للكثير من قواعدهم منها كونه جزء الماهية و من علل القوام و منها كونه أحد
الكليات الخمس و منها اكتناه الماهيات بأجناسها و فصولها و منها كونه مقولا في
جواب أي و غير ذلك و لا مخالفة بالحقيقة إذ كلامه مبني على ارتضاء القول الرابع
الذي سبق ذكره في كيفية التركيب من الأجزاء العقلية هذا إذا جعلنا الفصل نحوا من
الوجود كما هو التحقيق عنده و أما إن جعلناه ماهية بسيطة كما هو مذهب غيره فالوصية
بصونه عن الأغيار لمخافة أنه لعلهم لم يصلوا- إلى أن الماهية الإمكانية الفصلية
كيف لا يكون جوهرا و لا عرضا مع أن الدليل ساق إليه- فإن فصول الجواهر و إن كانت
ماهيات خاصة لا يصدق الجوهر عليها صدق الجوهر الجنسي على نفسه و هو ظاهر و لا صدقه
على نوعه و إلا لتركب الفصل و إنما يصدق عليها صدقا عرضيا- و كذا فصول الكيفيات لا
يصدق الكيف المطلق عليها صدقا ذاتيا بل عرضيا و كذا في سائر المقولات- و كون
الماهية الإمكانية إما جوهرا و إما عرضا لا يقتضي إلا حملها مطلقا لا الحمل بالذات
فقط، س ره
[3]فيه أن اتحاد الجنس و الفصل مع المادة و الصورة الخارجتين
في الجوهر مع حكم العقل بالعروض بين الجنس و الفصل في ظرفه لا يستلزم سراية ما في
ظرف العقل من الحكم إلى الخارج فإن الأحكام تختلف بحسب الظروف كما اختلف الحكم
بصحة الحمل- و عدمها باختلاف الظرفين و كما صح استغناء الصورة الأخيرة عن المواد و
الصور السابقة و اكتفاء النوع عن مادته إذا تجردت صورته مع استحالة ذلك بالنظر إلى
الأجزاء العقلية لأن حمل الجنس و الفصل على الحد أولى إلى غير ذلك من الأحكام
المختلفة فالحق أن الوجه غير تام- و إن كان المطلوب صحيحا بوجه، ط مد
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 2 صفحه : 39