responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 2  صفحه : 213

يبرد بالعرض و فعله بالذات استفراغ الصفراء و يتبعه نقصان الحرارة و من هذا القبيل كون الطبيب فاعلا للصحة و كون مزيل الدعامة علة لسقوط الحائط فإن معطي الصحة مبدأ أجل من الطبيب و مبدأ الانحدار الثقل الطبيعي للسقف و كذا الحكم في إحالة النار ما يجاورها تسخينا و طرح البذر في الأرض و الفكر في المقدمات و سائر ما يشبه هذه الأشياء فإن هذه ليست عللا بالحقيقة و الغلط الذي وقع لهم في عدم وجوب كون العلة مع المعلول حيث وجدوا الابن يبقى بعد الأب و البناء بعد البناء و السخونة بعد النار إنما نشأ من أخذ ما بالعرض مكان ما بالذات فإن البناء حركته علة لحركة لبن ما ثم سكونه علة لسكون ذلك اللبن و انتهاء تلك الحركة علة لسكون ذلك اللبن و انتهاء تلك الحركة علة لاجتماع مادة و ذلك الاجتماع علة لشكل ما ثم انحفاظ ذلك الشكل فمما يوجبه طبيعة اللبن من الثبات- على نحو من الاجتماع و كذا الأب علة لحركة المعنى إلى الرحم و أما تصويره حيوانا و بقاؤه حيوانا فعلته واهب الصور و كذا النار ليست علة للسخونة بل لأن تبطل البرودة المانعة لحصول السخونة و أما حصول السخونة في الماء و استحالته إلى النار فبالفاعل الذي يكسو العناصر صورها و سنبرهن أن علة كل جسم أمر عقلي بالضرورة و كيف يكون نار علة لوجود نار و لا نار جسمانية أحق بأن تكون مقدمة بالعلية من نار أخرى كذلك و بالجملة فكل نوع إمكاني متفق الأفراد في المعنى النوعي الغير المتفاوت فيها لم يكن لها بد من وجود علة خارجة عن النوع فقد ثبت أن العلل السابقة ليست عللا بالذات فهي معدات و معينات و بالجملة علل بالعرض فالفاعل بالحقيقة مبدأ الوجود و مفيدة كما في عرف الإلهيين و أما ما يطلق عليه الفاعل في الطبيعيات مما لا يفيد وجودا غير التحريك فقد دريت أن مثل هذه العلة تكون معدة [1] و ليست علة بالذات فالجسم لاشتماله على الهيولى‌


[1] أي معدة بالمعنى اللغوي لا الاصطلاحي فإن المعد في الاصطلاح ما يكون عدمه بعد وجوده موقوفا عليه للمعلول و الفاعل عند الطبيعيين لا بد من وجوده عند وجود معلوله- بل الجمهور أيضا يوافقونهم في هذا الاصطلاح و يقابلونه بالمعد أ لا ترى أنهم إذا عدوا علل المركب كالسرير يعدون النجار علة فاعلية و هو فاعل حقيقة بالإضافة إلى علله الأخرى من قطع الخشب و صورة السرير و الجلوس عليه و كذا البناء بالنسبة إلى اللبنات في الأخشاب و الطين و صورة البيت و الاستكنان فيه و قس عليهما نعم فاعلا باصطلاح الحكيم الإلهي و ذلك لأن الطبيعي و أمثاله نظرهم إلى الحركة و المتغيرات و الذي يعدونه فاعلا مبدأ تغير المادة و حركتها من أين أو وضع أو كيف أو كم إلى آخرها و إما الإلهي فنظره إلى الوجود و الحق هو معطي الوجود فمخرج الشي‌ء من كتم العدم إلى فضاء الكون و جاعل مادته و صورته و فاعله و غايته و أما هؤلاء الفواعل فشغلهم تحريك مادة موجودة لا بصنعهم بل بصنع الله تعالى إلى صورة مفاضة من الله فالفاعل الحقيقي عند الإلهي هو الله تعالى، س ره‌

نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 2  صفحه : 213
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست