نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 2 صفحه : 194
العلل بذلك هو المبدأ الأول و المركب منه ما يكون مؤثريته لاجتماع
عدة أمور- إما متفقة النوع كعدة رجال يحركون السفينة أو مختلفة النوع كالجوع
الحادث عن القوة الجاذبة و الحساسة و المادة البسيطة كالهيولى للجسمية و المركبة
كالعقاقير للترياق و الصورة البسيطة مثل صورة الماء و النار و الصورة المركبة مثل
صورة الإنسان- التي هي عبارة عن المجموع الحاصل من عدة أمور و فيه تأمل و الغاية
البسيطة مثل الشبع للأكل و المركبة هي المطلوب المركب من أمور كل واحد منها غير
مستقل بالمطلوبية.
و سادسها القوة و الفعل
فالفاعل بالقوة مثل النار بالقياس إلى ما لم يشتعل فيه- و يصح
اشتعالها فيه و القوة قد تكون قريبة كقوة الكاتب المتهيء للكتابة عليها- و قد
تكون بعيدة كقوة الصبي عليها و الموضوع قد تكون بالقوة مثل النطفة لصورة الإنسان و
قد تكون بالفعل كبدن الإنسان لصورته و أما الصورة فقد يكون بالفعل و ذلك عند
وجودها و قد تكون بالقوة و هي الإمكان المقارن لعدم الصورة في الموضوع المعين و
أما كون الغاية بالقوة أو بالفعل فهو ككون الصورة بالقوة و بالفعل لأن الغاية
بالقياس إلى شيء صورة بالقياس إلى صورته كما أن الغاية لشيء فاعل لفاعله من حيث
هو فاعل[1]
فصل (11) في أنه هل يجوز أن يكون للشيء البسيط علة مركبة من أجزاء
قد جوزه كثير من الفضلاء و الحق امتناعه
كما ذكره بعض المحققين مستدلا عليه بقوله[2]لا يجوز صدور البسيط عن المركب لأنه إن استقل واحد من
أجزائه
[1]و هذه الخاصة إنما هي في الأفعال الإرادية التي تتوقف على
تقدم يشتمل على التصديق بالغاية و ذلك بنوع من التجوز و حقيقة الغاية هي الكمال
الذي ينتهي إليه الفعل أو يريده الفاعل فيصدر عنه الفعل و سيجيء، ط مدة
[2]ظاهر كلام هذا المحقق أن مراده من البساطة أن لا يكون هناك
كثرة مؤلفة من موجودات نفسية كالمادة و الصورة و على هذا فيرد عليه أنهم متفقون
على أن الأعراض بسيطة في الخارج و أن الأعراض العارضة على كل نوع فاعله ذلك النوع
فهذه العلة إما بسيطة فيلزم قدمه و ليس كذلك و إما مركبة فيلزم صدور العرض البسيط
من المركب هذا و لكن المصنف قدس سره حيث يذكر فيما يأتي أن النفس غير بسيطة يظهر
منه أنه فسر البسيط بما ليس بمؤلف من موجودات لها كثرة موجودة سواء فيه الوجود
النفسي و غيره و على هذا فيسقط الاعتراض بالأعراض- لكون وجوداتها تعلقية متعلقة
بالموضوع كالنفس بالبدن لكن يتوجه عليه إشكال آخر و هو أن الكثرة و التركيب
المفروض في ذوات الأمور الحادثة الموجودة في هذا العالم الطبيعي لا بد أن تنتهي
إلى الآحاد و البسائط و إلا لم توجد الكثرة و لازمه تركب الحادث من أمور قديمة
فتكون مواد الأشياء و صورها قديمة و هو باطل بالضرورة و قد أجاب المصنف ره عنه
فيما سيأتي بأن حدوث الجزء الصوري ذاتي له فلا يحتاج إلى علة و أنت خبير بأنه لو
بني الكلام على ذاتية الحدوث على ما يقتضيه القول بالحركة الجوهرية لم يتم البيان
في أن علة الحادث مركبة و لا أن كل حادث مركب، ط مدة
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 2 صفحه : 194