نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 86
لا يكون كذلك بل يفتقر في هذا الانتزاع إلى ملاحظة أمر وراء نفس
الذات و الحقيقة كانتسابه إلى شيء ما أو انضمام شيء ما إليه أو غير ذلك فالأول
هو مفهوم الواجب لذاته- الحق الأول و نور الأنوار على لسان الإشراق الوحدة
الحقيقية عند الفيثاغورثيين- و حقيقة الحقائق عند الصوفية و الثاني لا يكون ممتنعا
لذاته بعد ما جعلنا المقسم الموجود- فلنسمه ممكنا سواء كان ماهية أو إنية إلا أن
موجودية الماهيات بانضمام الوجود إليها و انصباغها به و موجودية الوجودات بصدورها
عن الجاعل التام كوقوع الأضواء و الأظلال على الهياكل و القوابل بل بتطوره
بالأطوار الوجودية المنسوبة إلى الماهيات بنحو الانصباغ و الاتصاف و الاستكمال و
إلى القيوم الجاعل على نحو القيام و النزول و التشعشع و الالتماع و التجلي و الفيض
و الرشح إلى غير ذلك مما يليق بتقدسه و غناه عما سواه فمصداق حمل مفهوم الموجود
العام و مبدإ انتزاع هذا المعنى الكلي في الواجب لذاته هو نفس ذاته بذاته بلا
ملاحظة جهة أخرى و اعتبار أمر آخر غير ذاته من الحيثيات الانضمامية أو الانتزاعية
التعليلية أو التقيدية و في الممكن بواسطة حيثية أخرى انضمامية اتحادية- إذا أريد
به الماهية أو ارتباطية تعلقية إذا أريد به نحو من الوجود و إذ سينكشف لك بنحو
البرهان أن موجودية الممكن ليست إلا باتحاده مع حقيقة الوجود كما أشير إليه و أن
مناط إمكان وجوده ليس إلا كون ذلك الوجود متعلقا بالغير مفتقرا إليه و مناط
الواجبية ليس إلا الوجود الغني عما سواه فإمكان الماهيات الخارجة عن مفهومها
الوجود عبارة عن لا ضرورة وجودها و عدمها بالقياس إلى ذاتها من حيث هي هي و إمكان
نفس الوجودات هو كونها بذواتها مرتبطة و متعلقة و بحقائقها روابط و تعلقات إلى غيرها
فحقائقها حقائق تعلقية و ذواتها ذوات لمعانية- لا استقلال لها ذاتا و وجودا بخلاف
الماهيات الكلية فإنها و إن لم يكن لها ثبوت قبل
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 86