responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 341

و يشتاق إليه الأشياء و يطلبه الموجودات و يدور عليه طبعا و إرادة و جبلة و بين أن الأشياء ليست طالبة للمعنى المصدري و لا يكون مبتغاها و مقصودها مفهوما ذهنيا و معقولا ثانويا و هذا في غاية الظهور و الجلاء لا يليق أن يخفى بطلانه على أوائل العقول الإنسانية من غير رجوعها إلى استعمال الفكر و الروية.

فإذا تحقق أن وجود كل شي‌ء هو نحو ظهوره بإفاضة نور الوجود عليه من القيوم الواجب بالذات المنور للماهيات و مخرجها من ظلمات العدم إلى نور الوجود- فالخير بالحقيقة يرجع إلى حقيقة الوجود سواء كان مجردا عن شوب الشرية- التي هي عبارة إما عن قصور الوجود و نقصانه في شي‌ء من الأشياء أو فقده و امتناعه رأسا أو لا يكون فالشر مطلقا عدمي إما عدم ذات ما أو عدم كمال و تمام في ذات ما- أو في صفة من صفاته الكمالية الوجودية فالشر لا ذات له أصلا [1].

و أما الماهيات الإمكانية و الأعيان الثابتة في العقول فهي في حدود أنفسها لا يوصف بخيرية و لا شرية لأنها لا موجودة و لا معدومة باعتبار أنفسها و وجودها المنسوب إليها على النحو الذي قررناه مرارا خيريتها و عدمها شريتها.

فالوجود خير محض و العدم شر محض فكل ما وجوده أتم و أكمل فخيريته أشد و أعلى مما هو دونه فخير الخيرات من جميع الجهات و الحيثيات حيث يكون وجود بلا عدم و فعل بلا قوة و حقية بلا بطلان و وجوب بلا إمكان و كمال بلا نقص و بقاء بلا تغير و دوام بلا تجدد ثم الوجود الذي هو أقرب الوجودات إليه خير الخيرات الإضافية و هكذا الأقرب فالأقرب إلى الأبعد فالأبعد و الأتم فالأتم إلى الأنقص فالأنقص إلى أن ينتهي إلى أقصى مرتبة النزول و هي الهيولى الأولى التي حظها من‌


[1] إن قلت سيأتي في ذوقيات مباحث العلة و المعلول أن إهمال شيئية الماهية لا يجوز لإرجاع الشرور و النقائص إليها فكيف التوفيق- قلت إرجاع الشرور إلى الماهيات لا ينافي إرجاعها إلى الأعدام إذ لو لا الماهية لم يمكن إسناد العدم إلى ممكن إذ الوجود لا يقبل العدم لأن القابل يجب اجتماعه مع المقبول و المقابل لا يجتمع مع المقابل الآخر فالبياض لا يقبل السواد و بالعكس- فاحتيج إلى موضوع تقبلهما و الاتصال لا يقبل الانفصال و بالعكس فاحتيج إلى هيولى تقبلهما فكذا الوجود و العدم فاحتيج إلى ماهية قد تقبل هذا و قد تقبل ذاك، س ره‌

نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 341
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست