نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 214
في ميزان المعقولات و كثيرا ما يقع الغلط في هذا من جهة الاشتراك
اللفظي و من جهة وضع ما ليس بعلة علة فإن كون الإنسان واجبا من العلة- لا يوجب
كونه واجبا في نفسه و كذا كونه مفتقرا إلى العلة لا يستلزم كونه إياه مفتقرا إليها
فكون نفس الإنسان من الغير لا يدل على عدم كون الإنسان إنسانا عند ارتفاع الغير و
إنما يدل عليه كون كون الإنسان إنسانا من الغير.
و كذا الكلام في كون نفس الوجود مجعولا كما اخترناه إلا أن المتأخرين
عن آخرهم اختاروا مجعولية نفس الماهية و سيرد عليك في هذا المقام ما بلغ إليه
قسطنا من عالم المكاشفة و معدن الأسرار و المشهور من المشاءين اختيار الشق الثالث
أي كون تأثير المؤثر في موصوفية الماهية بالوجود فقد وجهوا كلامهم بأن مقصودهم أن
أثر الجاعل أمر[1]مجمل يحلله
العقل إلى موصوف و صفة و اتصاف لذلك الموصوف بتلك الصفة فأثر الجاعل في الإنسان
مثلا هو مصداق قولنا الإنسان موجود و ليس أثره بالذات ماهية الإنسان وحدها و لا
وجوده وحده بل الأمر التركيبي المعبر عنه باتصاف الماهية بالوجود و الاتصاف
بالوجود و إن كان أمرا عقليا لكنه من الاعتبارات المطابقة للواقع فيجب ارتباطه إلى
سبب وراء اعتبار العقل إياه هو نفس سبب الماهية.
و قد ظهر مما ذكرناه أن التقسيم المذكور منفسخ[2]الضبط لأن الموصوفية المترتبة على تأثير الفاعل يمكن أن يؤخذ
على أنها معنى غير مستقل في التصور بل هي مرآة ملاحظة الطرفين و المعاني
الارتباطية من حيث إنها ارتباطية لا يمكن أن يتعلق بها التفات الذهن إليها و
استقلالها في التصور كما أشرنا إليه و أما إذا استؤنف الالتفات بأن انفسخت عما هي
عليها من كونها آلة الارتباط و صارت أمرا معقولا في نفسه مباين
[1]أي بسيط نظير الإجمال في علم الله تعالى فأرادوا هذا
المعنون البسيط من الاتصاف إشارة إلى الزوجية التحليلية، س ره
[2]لمكان الاتصاف الغير المستقل الذي هو الغير الملحوظ بالذات
و لم يتفطنوا به كما ينادي به قولهم إن الاتصاف أيضا ماهية مع أنه ليس بماهية
حقيقة أنما هو اتصاف الماهية بالوجود لا غير كما يقال حدوث الشيء إنما هو حدوث
الشيء و ليس بشيء حادث، س ره
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 214