نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 154
الممكنات باعتبار السبب واجب فلو اطلعنا على جميع أسباب شيء واحد و
علمنا وجودها قطعنا بوجود ذلك الشيء لأنه صار واجبا باعتبار وجود أسبابه و الأول
تعالى يعلم الحوادث المستقبلة بأسبابها لأن الأسباب و العلل ترتقي إلى الواجب
الوجود و كل حادث ممكن فهو بسببه واجب و لو لم يجب بسببه لما وجد و سببه أيضا واجب
بغيره إلى أن ينتهي إلى مسبب الأسباب من غير سبب فلما كان هو عالما بترتب الأسباب
كان عالما بلا وصمة شك يعتريه و المنجم لما تفحص عن بعض أسباب الوجود و لم يطلع
على جميعها لا جرم يحكم بوجود الشيء ظنا و تخمينا لأنه يجوز أن ما اطلع عليها
ربما يعارضه مانع فلا يكون ما ذكره كل السبب بل ذلك مع انتفاع المصادمات و
المعارضات فإن اطلع على أكثر الأسباب قوي ظنه و إن اطلع على الكل حصل له العلم كما
يعلم في الشتاء أن الهواء سيحمى بعد ستة أشهر لأن سبب الحمى- كون الشمس قريب الممر
من سمت الرأس و ذلك في وسط البروج الشمالية لسكان الأقاليم الشمالية و يعلم بحكم
الأوضاع السماوية و عادة الله فيها و سنة الله التي لا تبديل لها أن الشمس لا
يتغير مسيرها و أنها ستعود إلى الأسد بعد هذه المدة و سنزيدك إيضاحا لهذا من ذي
قبل في كيفية علم الله تعالى بالمتغيرات إن شاء الله تعالى.
ثم قد يطلق الإمكان و يراد به الإمكان الاستعدادي الذي هو تهيؤ
المادة و استعدادها لما يحصل لها من الصور و الأعراض و هو كيفية استعدادية من
عوارض المادة تقبل التفاوت شدة و ضعفا بحسب القرب من الحصول و البعد عنه لأجل تحقق
الأكثر و الأقل مما لا بد منه[1]و
هو ليس من المعاني العقلية الانتزاعية التي لا حصول لها خارج العقل كالسوابق من
معاني الإمكان بل إنه مما يحدث بحدوث بعض الأسباب و الشرائط و ينقطع استمراره
بحدوث الشيء كزوال النقص بعد حصول التام- و رفع الإبهام عند تعين الأمر على ما في
فلسفتنا من أن نسبة المادة باستعدادها إلى الشيء الحادث نسبة النقص إلى التمام
كما سيتضح في موعده إن شاء الله تعالى و هذا الإمكان لا يعد من الجهات بل يجعل
محمولا أو جزءه
[1]أي من الأسباب و الشرائط التي لا بد منها في حصول الشيء،
ه ره
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 154