responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 82

و أما أبدانهم و هياكلهم فهي أيضا كسائر العالم في التسبيح و العبودية الذاتية، فأعضاء البدن كلها مسبحة ناطقة، أ لا ترى أنها يشهد على النفوس المسخرة لها يوم القيامة من الجلود و الأيدي و الأرجل و الألسنة و السمع و البصر و جميع القوى فالحكم للّه العلي الكبير.

و من الآيات الدالة على الحركات الذاتية للموجودات نحو الباري جل ذكره قوله تعالى: «قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ، فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ، ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ، إِنَّ اللَّهَ عَلى‌ كُلِّ شَيْ‌ءٍ قَدِيرٌ، يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَ يَرْحَمُ مَنْ يَشاءُ وَ إِلَيْهِ تُقْلَبُونَ» و قوله: «وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً، وَ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ‌ ... وَ مِنْ آياتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّماءُ وَ الْأَرْضُ بِأَمْرِهِ، ثُمَّ إِذا دَعاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ» و قوله: «ثُمَّ اسْتَوى‌ إِلَى السَّماءِ (وَ هِيَ دُخانٌ)، فَقالَ لَها وَ لِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً، قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ» قوله: «طَوْعاً» وقع حالا عن السماء في إتيانها، فإن حركات السماء إرادية نفسانية تقربا إلى اللّه تعالى، كما بين في مقامه، من أن نفوسها يحرك أجرامها لأجل غايات عقلية و معشوقات قدسية هي أشعة و أنوار للهوية الإلهية نور الأنوار، و لها اتصالات بها و استشراقات بأنوارها، و كل منها يتصل بمعشوقه العقلي و يتحد به. و قوله:

«كَرْهاً» إشارة إلى حال الأرض في إتيانها، فإنها لكثافة طبيعتها و بعد مناسبتها لعالم قدس الحق لا تصير صالحة للتوجه إلى حضرة الأحدية و العبودية و الإنابة إلى اللّه إلا بعد استحالات و انقلابات بالقسر و الجبر من جهة قوى محركة خارجية كالغاذية و النامية فيصير غذاء للنبات مصورة بصورته، ثم للحيوان مصورة بصورته صائرة إياه، ثم يدخل في باب الإنسانية و هو باب اللّه الأعظم، فإذا دخلت في هذا الباب تطيع اللّه و تحشر إليه فصارت مطيعة بعد ما كانت متعصية، و كذلك كل حركة قسرية فإنها تصير بعد إعداد القاسر طبيعية صادرة عن الطبيعة المقسورة، و لهذا قال‌ «قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ» فحال السماء في توجهها إلى اللّه كحال المؤمن الفطري في عبادته و عبوديته، و حال الأرض كحال المؤمن الذي كان أولا كافرا، ثم تاب عن كفره و آمن و عمل الصالحات. و قوله: «إِنَّا (نَحْنُ) نُحْيِي وَ نُمِيتُ وَ إِلَيْنَا الْمَصِيرُ» و قوله: «لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ ما بَيْنَهُما وَ إِلَيْهِ»

نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 82
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست