responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 78

(4) قاعدة في عالم أمره تعالى‌

. أول الصوادر عن ذاته تعالى بذاته يجب أن يكون أشرف الممكنات و أفضل المفطورات و أكرم المربوبات، و هي الصور المجردة الإلهية و الأنوار المفارقة العقلية دون شي‌ء من الجواهر الجسمانية و طبائعها و قواها التي هي من عالم الظلمات و معدن الشياطين و الشرور و الآفات، فإن الواهب الحق و الجواد المطلق لا يترك الأشرف و يفعل الأخس، بل يجب أن يصدر من فيض جوده الأشرف فالأشرف إلى أن ينتهي إلى الأخس فالأخس، فما من شي‌ء من الممكنات سواء كانت شريفا أو خسيسا، عاليا أو دنيا، روحانيا أو جسمانيا إلا و يجب أن يسع إليه رحمته و لا يقصر رداء جوده و كرمه أن يشمله، إذ لا منع في فاعليته و لا راد لقضائه و لا قصور في إحسانه و لا دافع لأمره، لكن يجب في قضية البرهان أن يصدر عنه الأشياء على حسن الترتيب و النظام و جودة الهيئة و التمام على حسب توسيط وسائط في جوده و وسائل لكرمه و فيض وجوده، عبر عنها تارة بالملكوت لقوله: «وَ كَذلِكَ، نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ لِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ» و تارة باليمين المقدس‌ «وَ السَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ» و تارة باليد المبسوطة المنسوبة إليه تعالى‌ «يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ‌،، قالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَ لُعِنُوا بِما قالُوا، بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ، يُنْفِقُ كَيْفَ يَشاءُ» و تارة بالأعين الإلهية «وَ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَ وَحْيِنا» و تارة بمفاتيح الغيب‌ «وَ عِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلَّا هُوَ» و تارة بالخزائن لاختزان الصور العلمية فيها «وَ إِنْ مِنْ شَيْ‌ءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ» و تارة باسمه تعالى‌ «تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ‌، سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ» و تارة بجنود الرب‌ «وَ ما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ» لأنها مرتفعة الذوات عن أن يحيط به إدراك الجن و الإنس و لذلك قال‌ «وَ يَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ» و إليهم الإشارة بقوله: «وَ ما لا تُبْصِرُونَ».

و العقل الأول أول ما ينفتح به باب الفيض و الإبداع، و نسبته إلى سائر الجواهر الروحانية نسبة آدم إلى أولاده. و قال النبي صلى اللّه عليه و آله:

نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 78
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست