نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 68
رأوا أن نفوس الأفلاك منطبعة لا غير، و المتأخرون منهم كأبي علي بن
سينا و من يحذو حذوه، ذهبوا إلى أنها مجردة فقط. و بعض المتأخرين رأى أن الفلك ذا
نفسين، أحدهما، منطبعة و الأخرى مجردة.
و الذي لاح لهذه الفقراء بنور الهداية الربانية، أن لكل من الأفلاك
هوية واحدة نفسانية جامعة لمرتبتي التجرد و التجسم، فلها نشأتان: إحداهما، عقلية
باقية عند اللّه، و الأخرى، نفسانية جزئية متجددة في كل وقت. فبالنظر إلى الجهة
العقلية قالت الفلاسفة: إن العالم قديم، و بالنظر إلى هويتها المتجددة قالت أصحاب
الشرائع الحقة: إن العالم حادث. و القول الفصل هو الذي نطق به الكتاب الإلهي: «ماعِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَ ما عِنْدَ اللَّهِ باقٍ»و لو اجتمعت فصحاء العالم كلهم على أن يأتوا
بمثل هذا الكلام الفصيح المعرب عن هذا المعنى اللطيف و المطلب الشريف على هذا
الوجه من الوجازة و البيان، لما قدروا على ذلك «وَاللَّهُ
يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ».
تعليم تمثيلي
اعلم أن صورة العالم كصورة الإنسان، فكما أن لأفعال الإنسان من لدن
صدورها منه و بروزها من مكمن غيبها إلى مظاهر شهادتها أربع مقامات و مراتب، لكونها
أولا في مكمن روحه الذي هو غيب غيوبه في غاية الخفاء و البطون كأنه غير مشعور به،
ثم يتنزل الأمر منه إلى عين قلبه عند استحضارها و إخطارها بالبال كلية، ثم يتنزل
إلى مخزن خياله و لوح قدره مشخصة جزئية، ثم يتحرك أعضاؤه عند إرادة إظهارها في
الخارج فيظهر في مادة جسمانية ذات وضع شخصي، و هذا آخر تنزلاتها. فكذلك لما يحدث
في هذا العالم من الحوادث، إذ المقام الأول بمثابة القضاء البسيط الإجمالي، و
الثاني بمثابة صور اللوح المحفوظ و معدنه العرش الأعظم، و الثالث بمثابة نقش القدر
و محله السماء الدنيا أعني السماوات السبع من حيث نفوسها الانطباعية الخيالية على
ما نراه، و الرابع بمثابة الصور الحادثة في المواد الخارجية. و لا شك أن النزول
الأول
نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 68