responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 67

بإدراك حضوري المشعور بها له على الوجه الجزئي ليست إلا متجددة، حتى أن الحاضر الآن من ذاته الشخصية ليس بعينه هو الهوية العينية الحاضرة له فيما سبق من الزمان. فإذا نعلم جزما بأن مع حكمنا باستمرار ذاتنا ضربا من الاستمرار، أن هويتنا الحاضرة عندنا الآن غير هويتنا التي كانت منذ سنة، كذا أيام الصبى و الشباب، و أن هذا الحضور غير ذلك الحضور و أن هذا الحاضر الآن غير ذلك الحاضر من قبل، إذا ندرك نفسنا التي الآن بعلم شهودي وجودي، و التي كانت حاضرة لنا في الأمس مثلا ندرك نحو وجودنا الأمسي بعلم ذهني حصولي.

نعم نعلم استمرار ذاتنا على نعت الاتصال التجددي، و لنا كتاب حفيظ يحفظ السابق و اللاحق و الغائب و الحاضر من هويتنا و هو جوهرنا النطقي، و كأن شيئا من هذا الأمر لاح- لبهمنيار- حيث أنكر بقاء الذات في الإنسان و باحث مع شيخه- أبي علي بن سينا- في ذلك إلا أنه لم يسهل له التفصي عما ذكره الشيخ في المفاوضات بينهما بقوله: فلست أنا المسئول عنه، فلم يلزمني جوابك.

و كان بهمنيار أن يقول له إن للنفس الإنسانية مرتبتان في الوجود:

إحداهما، متصلة بالطبيعة البدنية و الأخرى متصلة بالجوهر العقلي مستمدة منه، فبوجهها الذي يلي الطبيعة و يتعلق بالبدن و تدرك الجزئيات الزمانية، يكون متبدلة غير باقية، و بوجهها الذي يلي العقل، تكون ثابتة باقية مستمرة، و حال هاتين المرتبتين من ذات الإنسان كحال الحركة التوسطية المستمرة و الحركة القطعية المتجددة.

و بالجملة العالم العقلي محفوظ عن التغير و الانقطاع، و العالم الطبيعي متجدد كائن فاسد، و النفس مترددة بين العالمين، و لها وجه إلى الطبيعة و وجه إلى العقل، فبوجهها الطبيعي تدثر و تضمحل، و بوجهها العقلي يحشر إلى عالم العقل و مأوى الأرواح و يرجع إلى اللّه تعالى.

حكمة عرشية

اعلم أن السابقين الأولين من الفلاسفة الكاملين، كأرسطو و أتباعه،

نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 67
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست