responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 63

ليست لأجل غرض جسماني بل لأجل مقصد علوي و نيل كمال قدسي يكون من شأنها الوصول إليه و لا يمكن إلا بالسعي و التوجه لنفوسها و أبدانها، لما علمت أن فعل النفس و حركتها لا يكون إلا مع البدن، فلا بد لأجرامها أن يتحرك ضربا من الحركة. و حركة الأجسام منحصرة في أن يكون في أربع مقولات، إما في الأين أو في الكم أو في الكيف أو في الوضع، لكن الفلك لا يمكن أن يكون له حركة إلا الوضعية فقط، لأنه بالفعل في جميع ما يمكن له من المقدار و الأين و الكيف، إلا الوضع بمعنى النسبة إلى الغير، فيطلب وضعا كليا يستعد به لذلك الكمال و ينضم إلى إدراكه الكلي إدراكات جزئية متقدمة بعضها و متأخرة بعضها.

فينبعث من إرادتها الكلية إدراكات جزئية، فيتبعها أشواق جزئية يوجب حركات جزئية، يقع الوصول بها إلى مرادات جزئية، نسبة الإرادة الكلية إلى الإرادة الجزئية كنسبة المراد الكلي إلى المراد الجزئي، و لما علمت أن المراد الكلي للفلك التشبه بجوهر كامل عقلي، بل الاتحاد و الصيرورة إياه لا مجرد تحصيل معنى التشبه، فإنه أمر ذهني لا وجود له في الخارج، و ما لا وجود له لا يكون مقصودا حقيقيا. فالمراد الكلي جوهر كامل عقلي، و المراد الجزئي أحد جزئياته و هو جوهر نفساني جزئي، فدائما يتجدد للنفس الفلكية أمثال و يتصل كل منها إلى العالم الأعلى و يتحد بالجوهر المفارق و يوجد بدله. و نحن قد بينا في سائر كتبنا أن طبيعة كل جسم التي هي مبدأ حركته و سكونه و سائر صفاته الذاتية و أفعاله الطبيعية، أمر متجدد سيال دائما، فكذلك طبيعة الفلك أمر متجدد سيال. و أيضا قد بينا أن الحيوانية في الفلك ينبعث في كل حين من عالم الطبيعة إلى عالم الملكوت العقلي و يحشر إلى الملإ الأعلى و يوجد بدلها نازلا إلى الفلك من ذلك العالم، و هكذا يتوارد الأمثال النفسانية و يتجدد الأشكال و الأوضاع و الطبائع و المواد الجسمانية في هذا العالم في كل وقت، و تنشأ الآخرة من الدنيا إلى أن يرث اللّه‌ الْأَرْضَ وَ مَنْ عَلَيْها و اللّه‌ خَيْرُ- الْوارِثِينَ‌، و الخلق غافلون عن ذلك، لتشابه الأمثال، كما قال اللّه تعالى: «أَ فَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّل، بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ» و من هاهنا يعلم أن العالم حادث‌

نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 63
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست