responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 44

لهذه الجمعية الأسمائية إلا اسم اللّه، كما ذكر، و كذلك الحي القيوم، إلا أن الأول بحسب الوضع العلمي و الثاني بحسب الوضع اللقبي، لاشتماله على جميع معاني الأسماء الإلهية تضمنا أو التزاما، و لأجل ذلك كل ذكر أو دعاء قيل إن فيه الاسم الأعظم، فهو مشتمل لا محالة على أحدهما أو عليهما جميعا، كقوله تعالى: «اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ»* و إنما قلنا: إن الحي القيوم مشتمل على جميع الصفات الكمالية و النعوت الإلهية، لأن اسمه الحي مشتمل على جميع الأسماء الذاتية، فيدل على وجوب الوجود و وجوب الإيجاد، و مستلزم من الإرادة و القدرة و السمع و البصر و الكلام، و القيوم لكون معناه مبالغة في القيام لإدامة الموجودات على وجه التمام عدة و مدة و شدة، فهو مشتمل على جميع الأسماء الفعلية كالخالقية و الرازقية و الكرم و الجود و اللطف و الرأفة و الرحمة و العطوفة و الإبداع و التكوين و الإنشاء و الإعادة و التقديم و التأخير و الإرسال و الإنزال و البعث و غير ذلك من صفات الفعل.

فإذا تجلى الباري بعبد بهاتين الصفتين فالعبد يكاشف عند صفة الحي معاني جميع أسمائه و صفاته الجمالية، و عند تجلي اسمه القيوم معاني أسمائه و صفاته الجلالية، إذ يرى عنده فناء جميع المخلوقات لأن قوامها و قيامها بقيومية القيوم الحق لا بأنفسهم، فلا يرى في الوجود إلا الحي القيوم. و أيضا قد تحقق و انكشف من قاعدتنا الممهدة المذكورة في توحيد صفاته، أن حياته حقيقة الحياة، و حقيقة الحياة يجب أن يكون حياة كل شي‌ء، فلو لم يكن كذلك لم يكن حياته صرف الحياة. و كذا قيوميته يجب أن يكون محض حقيقة القيام و الإقامة فلا قائم و لا مقيم إلا بقيامه و إقامته، فهذان الاسمان هما الاسم الأعظم لمن تجلى له، فمن ذكرهما بلسان العيان لا بلسان البيان فقط، فقد ذكر اللّه باسمه الأعظم الذي إذا دعي أجاب و إذا سئل به أعطى. و كذا الذاكر إذا غاب عن ذاته فعند غيبته عن ذاته و فنائه في عظمة الوحدانية، بكل اسم دعا ربه يكون الاسم الأعظم. و لذلك لما سئل أبو يزيد عن الاسم الأعظم قال: ليس له حد محدود، و لكن فرغ بيت قلبك لوحدانيته فإذن كل اسم هو الاسم الأعظم.

نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 44
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست