responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 41

أحدها، قوله: «وَ لِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى‌» فوصفها بالحسنى من قبل اللّه مشعر بأنها ليست من قبيل الهيئة العارضة للصوت، إذ لا شرافة معتد بها لبعض الألفاظ على بعض، إذ كلها من نوع واحد، فكما لا فرق بين لفظ الإيمان و الكفر و النور و الظلمة في الحسن و القبح من حيث إنها هيئات مسموعة، بل في مدلولاتها و معانيها التي وضعت هذه الألفاظ بإزائها.

و ثانيها، قوله تعالى: «سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى» اذ معلوم أن الاسم مما يسبح به لا مما يسبح له.

و ثالثها، أن الذي صار سببا لمزية منزلة آدم، عليه السلام، على الملائكة لم يكن مجرد حفظ الألفاظ، بل الاسم هو ما يعرف به حقيقته وحده، كمفهوم الحيوان الناطق للإنسان، فقد يكون لشي‌ء واحد في الوجود و الهوية و الذات مفهومات كثيرة كلها موجودة بوجود واحد، كالجوهر، و الجسم، و النامي، و الحساس، و الناطق، و الموجود، و الممكن، و المتحيز و المتقدر، و المتمكن، و غير ذلك في باب الإنسان، فإنها مع كثرتها بحسب المعنى و المفهوم صارت ذاتا واحدة موجودة بوجود واحد. فالمراد من الاسم في عرف العرفاء هو المعنى المحمول على الذات و الفرق بين الاسم و الصفة، كالفرق بين المركب و البسيط بوجه، فإن الاسم كالأبيض و الصفة كالبياض، و الفرق بين العرضي و العرض عند محققي أهل النظر، أن المأخوذ «لا بشرط شي‌ء» هو العرضي و المأخوذ «بشرط لا شي‌ء» هو العرض، فالمسمى قد يكون واحدا و الأسماء كثيرة و هي محمولات عقلية و ليس المراد بها الألفاظ، لأنها غير محمولة حملا اتحاديا، و هذه الألفاظ التي هي بإزائها أسماء الأسماء عندهم، و أما تلك المحمولات فهي بالحقيقة علامات و معرفات للذات الموسومة بها.

و اعلم أن عالم الربوبية عظيم الفسحة جدا، فيه جميع ما في عالم الإمكان على وجه أعلى و أشرف مع ما يزيد عليها مما استأثره اللّه بعلمه، و من لم يكن عنده علم الأسماء، تعذر عليه إثبات عالميته تعالى بجميع الموجودات، لأنها بحسب وجوداتها الخاصة متأخرة عن مرتبة ذاته تعالى، مع أنه تعالى عالم بجميعها علما مقدما على وجوداتها الإمكانية، فلو لم يكن الممكنات‌

نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 41
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست