responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 30

تعالى‌ «وَ لَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ، لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها وَ لَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها، وَ لَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها، أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ» و كما قال: «إِنَّا جَعَلْنا عَلى‌ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ، وَ فِي آذانِهِمْ وَقْراً، وَ إِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدى‌ فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً» و في الحديث القدسي «هؤلاء خلقتهم للنار و لا أبالي» و أما المنافقون الذين كانوا مستعدين في الأصل قابلين للنور بحسب الفطرة و النشأة، و لكن احتجب قلوبهم بالرين المستفاد من اكتساب الرذائل النفسانية الحاصلة من ارتكاب المعاصي و مباشرة الأفعال السبعية و البهيمية و مزاولة المكايد الشيطانية حتى رسخت الهيئات الغاسقة و الملكات المضلة و ارتكمت على أفئدتهم، فبقوا شاكين حيارى تائهين في تيه الجهالة و ظلمات الحيرة و حبطت أعمالهم و انتكست رءوسهم، فهم أشد عذابا و أسوأ حالا و أردأ مآلا و أعصى جوهرا من الفريق الأول، لمنافاة مسكة استعدادهم لأحوال مآلهم و وبالهم. و الفريقان هم أصحاب النار، لأنهم أهل الدنيا، أحدهما، أهل الحجاب، و الأخرى أهل العقاب. فالفريق الأول ما أشار تعالى إليهم بقوله: «إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ، خَتَمَ اللَّهُ عَلى‌ قُلُوبِهِمْ وَ عَلى‌ سَمْعِهِمْ وَ عَلى‌ أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ» و الفريق الثاني ما أشار إليهم بقوله: «وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَ بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَ ما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ، يُخادِعُونَ اللَّهَ وَ الَّذِينَ آمَنُوا، وَ ما يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَ ما يَشْعُرُونَ، فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً، وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ».

فالفريق الأول من الأشقياء الذين هم أهل القهر الإلهي، لا ينجع فيهم الإنذار، و لا سبيل إلى خلاصهم من النار «كَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّك عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا، أَنَّهُمْ لا يُؤْمِنُونَ‌، و كَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحابُ النَّارِ» و هؤلاء سدت عليهم الطرق‌ «وَ جَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ» و أغلقت عليهم الأبواب، لأن القلب هو أصل الأبواب، و هو المشعر الإلهي الذي هو محل الإلهامات، و قد حجبوا عنه بختمه، و كذا السمع و البصر اللذان هما بابان للفهم و الاعتبار للإنسان، و قد حرموا عن جدواهما، لامتناع نفوذ المعنى فيهما إلى القلب، فلا سبيل لهم في‌

نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 30
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست