responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 29

«قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ» و ينكشف بذلك النور حقيقة الأشياء الأصلية على ما هي عليه، فيتضح حينئذ أن الكل من اللّه ابتداؤه، و إلى اللّه مرجعه و مصيره. و هذا الصنف هم المقربون النازلون في الفردوس الأعلى، و هم على غاية القرب من الحضرة الربوبية. و هم أيضا على أصناف فمنهم السابقون، و منهم من دونهم بحسب تفاوت معرفتهم باللّه و صفاته و أفعاله، و درجات العارفين غير محصورة، كما قال تعالى: «يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ» إذ الإحاطة بكنه جلال اللّه غير ممكن، و بحر المعرفة ليس له ساحل، فكل له درجة بقدر قوة غوصه و خوضه فيه. و أما المؤمن إيمانا تقليديا فهو من أصحاب اليمين إن كان عمله صالحا، فهو يثاب في الآخرة بحسب ميزان عمله و سلامة صدره من الغل و الغش، فمن أدى الفرائض و اجتنب الكبائر، فيدخل في الجنة، و كذا من أهمل الفرائض و ارتكب الكبائر، إلا أنه تاب توبة نصوحا، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له. و أما من لم يتب من الكبائر حتى مات، فأمره خطير، إذ ربما كان موته على الإصرار سببا لزوال إيمانه، فختم له بسوء الخاتمة، لا سيما إذا كان إيمانه تقليديا، فإن التقليد و إن كان جزما فإنه قابل للانحلال بأدنى شبهة، و العارف البصير أبعد عن أن يخاف عليه سوء الخاتمة، و كلاهما إن ماتا على الإيمان يدخلان الجنة و لو بعد حين، و يعذبان عذابا يزيد على عذاب المناقشة في الحساب بحسب قوة الإصرار و كثرة مدته و بحسب قبح الكبيرة، إلا أن يعفو اللّه و يتجاوز عنه فإنه غفور رحيم. و كما أن الإيمان على ضربين، حقيقي و تقليدي، فالكفر أيضا كفران: كفر عن جحود و عناد و انحراف عن منهج السداد، و هو مضاد الحق، لأنه صفة وجودية و جهل مشفوع بالإصرار و الاستنكار مركب مع البغض و اللجاج، و كفر عن قصور و نقص و عدم استعداد، و كلاهما منشأ الخلود في النار، إلا أن المنافق أشد عذابا و أسوأ حالا من الكافر الفطري لمكنة استعداده و قوة نفسه.

و تفصيل المقام: أن الأشقياء على ضربين، أما المطرودون في الأزل الذين حق عليهم القول، و هم أهل الظلمة و الحجاب الكلي لغلظ طبائعهم و كثافتها و انغمارهم في بحر الطبيعة، فهم المختوم على قلوبهم أزلا، كما قال‌

نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 29
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست