نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 229
الكريمة علما و عملا.
و قد روي عن طريق أصحابنا رضوان اللّه عليهم أن طوبى شجرة أصلها في
دار علي بن أبي طالب عليه السلام و ليس مؤمن إلا و في داره غصن من أغصانها، و ذلك
قوله تعالى:طُوبى
لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍفتأويل ذلك من
جهة العلم أن المعارف الإلهية سيما ما يتعلق بأحوال الآخرة و ما لا يستقل بإدراكه
العقول على طريقة الفكر البحثي إنما يحتاج فيها إلى اقتباس النور عن مشكاة نبوة
خاتم الأنبياء صلى اللّه عليه و آله بواسطة أول أوصيائه و أشرف أولياء أمته، فإن
أنوار العلوم الإلهية إنما انتشرت في نفوس المستعدين من بدر ولايته و نجم هدايته،
كما أفصح قول النبي صلى اللّه عليه و آله: أنا مدينة العلم و علي بابها، و ذاته
المقدسة بالقياس إلى سائر الأولياء و العلماء بالولادة المعنوية كذات آدم أبي
البشر في الولادة الصورية، و لهذا ورد عن النبي صلى اللّه عليه و آله: يا علي أنا
و أنت أبوا هذه الأمة.
قال العارف المحقق في الفتوحات المكية: إن شجرة طوبى لجميع شجرات
الجنان كآدم لما ظهر منه من البنين، فإن اللّه لما غرسها بيده و سواها و نفخ فيها
من روحه، و لما تولى الحق غرس شجرة طوبى بيده و نفخ فيها من روحه زينها بثمرة
الحلي و الحلل اللذين هما زينة للابسها، فنحن أرضها فإن اللّه جعل ما على الأرض
زينة لها و أعطت في ثمرة الجنة كله من حقيقتها عين ما هي عليه، كما أعطت النواة
النخلة و ما يحمله مع النوى التي في ثمرها انتهى كلامه.
و قد ظهر منه أن شجرة طوبى يراد بها أصول المعارف و الأخلاق ليكون
الزينة للنفوس القابلة، كما أن ما على الأرض زينة لها، و ذلك لأن أرض تلك الشجرة
إذا كانت نفوسنا فحللها لا بد أن تكون من قبيل زينة العلوم و المعارف و محاسن
الأخلاق و الملكات.
نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 229