نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 228
أن باطن الإنسان في الدنيا هو ظاهره في الآخرة و ظاهره في الآخرة
باطنه في الدنيا، و الإنسان يتصور و يخترع هاهنا بقوته الخيالية مشتهيات كثيرة،
يحضر صورها في عالم التمثل الذهني، إلا أن تلك الصور ليست بمحسوسة و لا حاضرة عند
حسه في العين، بل عند خياله في الذهن، و لأجل ذلك لا يعظم لذته منها، بل لا يلتذ
منها أصلا للشواغل الحسية، و أما إذا كان يوم القيامة، و كان الباطن مكشوفا ظاهرا
و العلم عينا و الغيب شهادة و الذهن خارجا، كانت اللذة على حسب الظهور و الوجود،
لأنها نزلت تلك الصور بمنزلة الصورة الموجودة في العين، و لن تفارق الآخرة الدنيا
في هذا المعنى، إلا من حيث كمال القوة و القدرة للنفس الإنسانية على تصوير الصور
عند القوة الحاسة، كما تشتهيه، و كلما تشتهيه الإنسان السعيد حضر عنده دفعة، و
تكون شهوته سبب تخيله و تخيله سبب تمثل الصورة بين يديه و حضورها لديه كما قال
تعالى:فِيها ما تَشْتَهِيهِ
الْأَنْفُسُ وَ تَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَ أَنْتُمْ فِيها خالِدُونَ،و قوله:وَ لَكُمْ فِيها ما تَدَّعُونَ،و هذه القدرة أوسع و أكمل من القدرة على إيجاد الشيء في الدنيا أي
في خارج الحس، فإن الموجود في الدنيا لا يوجد في مكانين و لا في مكان واحد يوجد
اثنان للتزاحم و التضايق الواقعين في هذا العالم، و أيضا النفس إذا اشتغلت بمحسوس
خارجي احتجبت به عن الآخر، فشغلها محسوس عن محسوس و حجبتها لذة عن لذة أخرى، و
الملذ أيضا ليس بقوي في إلذاذه لانغماره في المادة و امتزاجه بغيره، و كذا في
الآلم و المولم و هاهنا كله بخلاف ما في الدار الأخرى، فإن الصور المحسوسة هناك،
يتضاعف عند الإنسان بلا مزاحمة و لا تضايق، و لا يستحيل هناك وجود محسوسات غير
متناهية دفعة، إذ لا يجري فيه براهين امتناع الأمور الغير المتناهية مجتمعة، و
أيضا لا يشغل النفس بعض تلك المحسوسات عن بعض، و لكونها صورا بلا مادة تكون اللذة
بها مفطرة لخلوصها عن الشوائب و المكدرات.
فإذا تقرر هذا فثبت أن مثال شجرة طوبى مثال للنفس السعيدة
نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 228