responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 221

أن جميع هذه المشاعر الثمانية يصلح لأن يصير أبواب الجنان في حق من صرفها فيما خلق اللّه لأجله، «وَ أَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَ نَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى‌ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى‌»، و السبعة منها أبواب الجحيم في حق من صرفها في الدنيا و لذاتها، لذات عالم الزور و آلات القبور «فَأَمَّا مَنْ طَغى‌ وَ آثَرَ الْحَياةَ الدُّنْيا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوى‌».

فإن قلت: باب الدار يشبه الدار، و الجنة و النار داران متخالفتان في نحو الوجود و تجوهر الحقيقة، فكيف يصح أن يكون المشاعر الإنسانية تصلح لأن يكون أبواب الجنة و أبواب الجحيم جميعا.

قلنا السمع و البصر و غيرهما التي لأهل السعادة تخالف بالنوع عندنا لما بإزائها من التي لأهل الشقاوة، و إن وقع الاشتراك بينهما في أصل الحاسية و الشعور، فإن مدارك أهل الجنة و مرائيهم منورة بنور المعرفة و التقوى، و مرائي هؤلاء المخذولين مغشاة بغشاوة الطبع، مظلمة بظلمات النفس و الهوى، و بالجملة السمع و البصر و الفؤاد التي لأولئك الأصحاب قد وقع لها التبديل الأخروي و التحويل الإلهي الذي به يستأهل لأن يكون من أبواب الجنة التي هي دار الحسنات و منزل الخيرات، و أما السمع و البصر و الفؤاد التي لأصحاب النار فقد وقع لها التبديل أيضا و لكن صار أنجس و أظلم مما كانت فصلحت و ناسبت لأن يكون مداخل و أبوابا لدار الظلمات و معدن البوار و الشرور و الآفات، قال اللّه تعالى: أَ فَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى‌ وَجْهِهِ أَهْدى‌ أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى‌ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَ جَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَ الْأَبْصارَ وَ الْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا ما تَشْكُرُونَ‌، فما أشد حال المكبين على وجوههم في استعمال الحواس و صرف القوى، و ما أبعد عن حال من يمشي سويا على سبيل اللّه الذي أفاده سمعا و بصرا و فؤادا استعملها في المعرفة و العبودية شاكرا للّه، فأين هؤلاء و مداركهم من هؤلاء و مداركهم فافهم إن شاء اللّه.

نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 221
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست