نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 201
المكلفين و أقوالهم ليس فيها شيء من الاعتقادات القلبية، لقوله:كُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ
وَ كُلُّ صَغِيرٍ وَ كَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ،و قوله:وَ
يُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً،و
قوله:لِتُجْزى كُلُّ
نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ وَ هُمْ لا يُظْلَمُونَ،فعلقوها في أعناقهم و أيديهم كما في قوله:وَ كُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَ نُخْرِجُ
لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ كِتاباً يَلْقاهُ مَنْشُوراً اقْرَأْ كِتابَكَ كَفى
بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً،و قالوَ
وُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ وَ هُوَ أَعْلَمُ بِما يَفْعَلُونَ،فمنهم من أخذ كتابه بيمينه و منهم من أخذه
بشماله و منهم من أخذه وراء ظهره، و هم الذين نبذوا الكتابوَراءَ ظُهُورِهِمْ وَ اشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلًاو ليس أولئك إلا أئمة الضلال، قال و يأتي مع كل
إنسان قرينه من الشياطين و الملائكة لقوله تعالى:وَ جاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَ شَهِيدٌ لَقَدْ كُنْتَ
فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ
وَ قالَ قَرِينُهُ هذا ما لَدَيَّ عَتِيدٌ،و قوله:إِذْ
يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيانِ عَنِ الْيَمِينِ وَ عَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ ما
يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ،ثم يأتي اللّه عز و جل على عرشه و الملائكة يحمل ذلك العرش فيضعونه
على تلك الأرض المشرقة بنوره، كما قال:وَ أَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها وَ وُضِعَ الْكِتابُ وَ
جِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَ الشُّهَداءِ وَ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِ،و قوله:وَ تَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ
يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ،و
الجنة عن يمين العرش و النار من جانب الآخر، و قد غلبت الهيبة الإلهية على أهل
الموقف من ملك و إنسان و جان، قوله:وَ خَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً،و يرتفع الحجب بين اللّه و بين عباده و هو معنى
كشف الساق، قوله:يَوْمَ
يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ وَ يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ،فلا يبقى أحد على أي دين كان إلا يسجد الله السجود المعهود، و من سجد
في الدنيا اتقاء أو رياء خر على قفاه، و يشرع في الفصل و القضاء و الحكم بين عباده
فيما كان بينهم، و أما ما كان بينهم و بين اللّه، فإن الكرم الإلهي يسقطه و لا
يؤاخذ به، و قد ورد من الأخبار في ذلك اليوم ما ورد، و دون الناس ما دونوا، و نحن
بصدد توضيح بعض منها ما يبلغ إليه طاقتنا و يناله جهدنا.
نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 201