نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 200
كانتا عليه قبل انفتاقها من الرتق، فعادتا إلى مقام الجمعية المعنوية
من هذه التفرقة الطبيعية حيث كانتا رتقا قبل الفتق فعادتا كما كانتا رتقا بعد
الفتق، و كذا العناصر الأربعة يصير كلها عنصرا واحدا مظلما «لايَرَوْنَ
فِيها شَمْساً وَ لا زَمْهَرِيراً»،و
الجبال لكونها متكونة من الرمال المتفتتة فعادت كما كانت عليه، «وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبالِ فَقُلْ يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفاً
فَيَذَرُها قاعاً صَفْصَفاً لا تَرى فِيها عِوَجاً وَ لا أَمْتاً»،و تنقلب كل العنصريات و المركبات نارا غير هذه
النار الأسطقسية و تصير الهيولى كلها بحرا مسجورا، «وَإِذَا
الْبِحارُ سُجِّرَتْ»،كما وقعت
الإشارة إليه في حق آل فرعون،
«أُغْرِقُوافَأُدْخِلُوا ناراً»،و بالجملة يتصل البر بالبحر و يتحد الفوق و
التحت، و يزول الأبعاد و الأحجام و يرتفع الحواجز و الحوائل، و يرق الحجب لأهل
البرازخ و مواقف الأشهاد، «يَوْمَ
تُبْلَى السَّرائِرُ،يَوْمَ
يَقُومُ الْأَشْهادُ» و يقام الخلائق
عن مكامن الحجب إلى مواقف كشف الأسرار، لقوله:وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ،و المتخلصون عن محابس البرازخ يتوجهون إلى الحضرة الإلهية، لقوله:فَإِذا هُمْ مِنَ الْأَجْداثِ إِلى
رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ.
قال بعض العرفاء المكاشفين إذاأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَهاحتى ما بقي فيها شيء اختزنته، جيء بها إلى الظلمة التي هي دون
المحشر، كما قال:وَ
حُمِلَتِ الْأَرْضُ وَ الْجِبالُ فَدُكَّتا دَكَّةً واحِدَةً،فيمد مد الأديم و بسطه فلا يرى فيها عوجا و لا أمتا، و هي الساهرة
فلا نوم فيها كما قال:فَإِنَّما
هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ،و يرجع ما تحت مقعر فلك الكواكب جهنم، و سميت بهذا الاسم لبعد قعرها
يقال بئر جهنام أي بعيد القعر، و يوضع الصراط من الأرض علوا إلى سطح فلك الكواكب و
هو فرش الكرسي من حيث باطنه، إذ كل أمور الآخرة يقع في باطن حجب الدنيا، و لذلك
قيل أرض الجنة الكرسي و سقفها عرش الرحمن، و يوضع الموازين في أرض المحشر لكل مكلف
ميزان يخصه بعد الميزان العام، قوله:وَ الْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُللرحمن، و ضرب بسور يسمى الأعراف بين الجنة و النار و جعل مكانا لمن
اعتدلت كفتا ميزانه، و وقعت الحفظة بأيديهم الكتب التي كتبوها في الدنيا من أعمال
نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 200