responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 185

بعد الموت و البعث، فالموت هو آخر منزل من منازل الدنيا و أول منزل من منازل العقبى، و لأجل هذا قال: ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَ أَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتى‌ وَ أَنَّهُ عَلى‌ كُلِّ شَيْ‌ءٍ قَدِيرٌ وَ أَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَ أَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ، و قال أيضا: وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ‌ إلى قوله‌ ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذلِكَ لَمَيِّتُونَ، ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ تُبْعَثُونَ‌، و قال: أَ فَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَ أَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ‌، و قال: أَ يَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً أَ لَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى‌ ثُمَّ كانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَ الْأُنْثى‌ أَ لَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى‌ أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى‌، و قوله: أَ وَ لَمْ يَرَ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ وَ ضَرَبَ لَنا مَثَلًا وَ نَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَ هِيَ رَمِيمٌ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ هُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ‌،، إلى غير ذلك من الآيات التي وقع الاستدلال بها على ثبوت البعث تارة من جهة إثبات الغايات، و تارة من جهة البدايات، فإن للإنسان نشئات بعد هذه النشأة الطبيعية، كما أن له نشئات سابقة على هذه، و القوم ربما ذهلوا عن بعض مقاماته اللاحقة أو كلها، كما أنهم ربما غفلوا عن بعض مقاماته السابقة، فتارة أنكروا بعض مراتب المعاد و منازل النفس كالظاهريين المنكرين للمعاد الروحاني و كالفلاسفة المنكرين للمعاد الجسماني، و تارة كلها كالدهريه المنكرين للمعادين جميعا الزاعمين أن الإنسان إذا مات بطل، «قالُوا ما هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَ نَحْيا وَ ما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ»، كما أنهم ربما أنكروا أن كان للإنسان كينونة سابقة على حدوث هذا البدن، كأتباع أرسطو المنكرين لتقدم النفس على البدن تقدما عقليا كما رآه أفلاطون و من قبله، و أما أهل المعرفة و الشهود المقتبسون أنوار الحكمة من مشكاة النبوة فيعلمون أن للإنسان نشئات وجودية بعد هذا الوجود، و نشئات وجودية قبله، كل بإزاء نظيره قال تعالى إشارة إلى بعض المقامات السابقة: وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ، مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلى‌ أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى‌ الآية، أي‌

نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 185
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست