responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 184

بالقياس إلى الأطوار الأخروية، و لهذا المعنى يصح أن يقال إنهما واقعتان تحت جنس المضاف، و إليه الإشارة بقوله‌ وَ لَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولى‌ فَلَوْ لا تَذَكَّرُونَ‌، فكل من علم أن هذه النشأة الدنيوية من أوائل تكوناته الطبيعية الواقعة فيه على التدريج، يعلم أن ذاته متوجهة دائما من نشأة أدنى إلى نشأة أخرى، و أن له أطوار مختلفة بعضها بعد بعض، على سبيل منازل السفر إلى اللّه تعالى بعض هذه المنازل في الدنيا و بعضها في الأخرى، فأصل مادة وجوده من الدنيا، و كذا صورته العنصرية ثم الصورة النباتية ثم الصورة الحسية كلها من الدنيا، و بعد هذه الأطوار نشأة النفس ثم القلب و الروح و السر و الخفي، و ما وراء كلها من الآخرة «وَ لَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجاتٍ وَ أَكْبَرُ تَفْضِيلًا».

و أقوى البراهين عندنا في تحقيق النشأة الآخرة هو المأخوذ من إثبات الغاية في الحركات الطبيعية سيما الحركة الجوهرية الإنسانية، لأنها واقعة في جميع الحدود الإمكانية من أدونها، كالنطفة بل التراب إلى أعلاها إذا قطع بها القوس الصعودية كلها، و لهذا وقع هذا السياق من البرهان في كثير من آيات القرآن مثل قوله، كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَ كُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ‌، يعني‌ كُنْتُمْ أَمْواتاً قبل ولوج الروح الحيواني فيكم كسائر النباتات و الجمادات، فَأَحْياكُمْ‌ بهذه الحياة الحسية، ثُمَّ يُمِيتُكُمْ‌ عن هذه الحياة الطبيعية بإفادة الحياة النفسانية الروحانية، ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ‌ بحياة أخرى قدسية، و قوله حكاية عمن قال في جواب من قال، وَ ما أَظُنُّ السَّاعَةَ قائِمَةً ...، قالَ لَهُ صاحِبُهُ وَ هُوَ يُحاوِرُهُ أَ كَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ، مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا، و قوله‌ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَ غَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَ نُقِرُّ فِي الْأَرْحامِ ما نَشاءُ إِلى‌ أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ‌، إلى هنا من الأطوار الدنياوية، و لا بد لهذه الحركة الذاتية من غاية في الطبيعة، و إلا لكانت عبثا و باطلا، و تلك الغاية لا بد أن يكون أمرا خارجا عن حدود الدنيا لوقوع المرور على مراتبها كلها، و الغاية بالضرورة خارجة عن حدود المسافة و مراحلها، فهي من منازل الآخرة، و هي لا تحصل إلا

نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 184
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست