responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 181

و العجب و الرياء، إذ لكل من هذه المعاني صورة في الباطن كما لها صورة في الدنيا، لكن صورتها التي في الدنيا مغشوشة بغيرها، مغموسة في مادتها ممنوعة عن تأثيرها بعوائق خارجية.

فسبع الدنيا يمكن الاحتراز عنها بمانع أو حجاب أو عدم قصد من جانبه أو غير ذلك، بخلاف السبع الباطني فإن كله حقيقة السبعية، و هو مع ذلك متمكن من صميم قلب من رسخت ملكة السبعية فيه، و كذلك الحيات و العقارب التي في البرزخ أو في الآخرة، فإنها لازمة الإيلام و الإيذاء من غير دافع و لا معارض، لأنها صور خالصة بلا امتزاج بغيرها و لا افتراق و انفكاك بعد، إذ الصور كلها في القيامة صور محضة بسيطة غير مشوبة بغواش و ملابس و مواد، و كذا نار الآخرة ليست كنار الدنيا ممزوجة بغيرها من دخان أو هواء أو مادة حطب أو فتيلة دهن أو غيرها، بل نار محضة قطاعة «نَزَّاعَةً لِلشَّوى‌ تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَ تَوَلَّى».

و قد ورد في الحديث عن النبي صلّى اللّه عليه و آله في عذاب القبر أنه قال هل تدرون فيما ذا أنزلت‌ «فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً» قالوا اللّه و رسوله أعلم، قال عذاب الكافر في قبره أن يسلط عليه تسعة و تسعون تنينا، هل تدرون ما التنين تسعة و تسعون حية لكل حية تسعة رءوس ينهشونه و يلحسونه و ينفخون في جسمه إلى يوم يبعثون، فانظر يا عارف بين التدبر و الاعتبار في هذا الحديث و تبصر و اهتد.

فإني و الحمد للّه أعلم بعين اليقين أن هذا الحديث و نظائره الواردة من طريق الكتاب و السنة في أحوال القيامة و أهوالها حق و صدق، فآمنت بها إيمانا عيانيا مقرونا بالكشف و الشهود «و بَصُرْتُ بِما لَمْ يَبْصُرُوا و جِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ»، و لست كالمتفلسف الجاهل بأحكام الآخرة و أحوال القيامة ينكر هذا و أمثاله و يجحدها، و يقول إني نظرت في قبر فلان فلم أر شيئا من تلك الحيات أصلا، و ليعلم الجاهل المتفلسف العنين في معرفة اللّه و اليوم الآخر أن هذا التنين له صورة غائبة عن هذا الحواس، إذ مدركاتها مختصة بما له وضع مادي بالنسبة إلى محل الحس الداثر، و لأجل ذلك‌

نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 181
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست