responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 173

يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها إِلى‌ رَبِّكَ مُنْتَهاها إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشاها، و قوله: إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ، قال لعلي عليه السلام: أنا المنذر و أنت الهادى، و بالجملة الشريعة هي المشرع العام و القيامة هي المقصد و الغاية، فصاحب الشريعة من حيث هو كذلك يقول‌ «لا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَ لا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ‌ ... وَ لَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَ ما مَسَّنِيَ السُّوءُ».

تبصرة عقلية

لا يخفى عليك أن الدنيا كون ناقص و ما فيها أكوان ناقصة، و جواهرها جواهر ضعيفة الوجود متعلقة الذوات بغيرها، و لنقص جواهرها و ضعف وجودها التدريجي يحتاج النفوس الآدمية ما دامت فيها كالأطفال إلى مهد و داية، فالمهد كالمكان، و الداية كالزمان، فكل من الزمان و المكان لغاية ضعف وجودها غير مجتمع الوجود و لا قار الذات، فوجود كل جزء من الزمان يقتضي غيبة صاحبه، و حضور كل حصة من المكان يستدعي فقد صاحبه، و أما وجود الآخرة فهي كون تام مستقل بنفسه، مستكف بذاته، و كذا الموجودات الأخروية، فهي أكوان ثابتة قائمة بذاتها و بذات مبدعها و منشئها بريئة الذوات عن القوة و الاستعداد، و عن الافتقار إلى الأزمنة و المواد، و إنما هي مفتقرة بمبدئها الجواد، «الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ‌ و كُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَرْداً»، فليس لمكان الآخرة انقسام و انفصال و لا انصرام و زوال، و لا لزمانها تجدد و انقضاء، و لا شروع و انتهاء، بل هذان على هذا النحو مسلوبان هناك، لكن إذا أريد أن يخبر عنهما لأهل هذا العالم، المقيدين بسلاسل الزمان و أغلال المكان، لا يمكن ذلك إلا بضرب من المثال، فإذا أشير إلى زمان الآخرة و أجيب عن السؤال عن متاها يعبر عنه بأقل زمان و ألطفه، و هو ما يسميه الجمهور الآن، «وَ ما أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ»، و إذا أشير إلى مكانها و أجيب عن أينها، يعبر عنه بأوسع مكان فيقال‌ «جَنَّةٍ عَرْضُها كَعَرْضِ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ» و قد مر أن أمر الإبداع مثل أمر الإعادة، قوله: كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ‌، و قوله: كَما بَدَأْنا أَوَّلَ‌

نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 173
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست