responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 172

نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَ الْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ‌، يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ، إِذا بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ وَ حُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ»، فما دام السالك خارج حجب السماوات و الأرض فلا تقوم له القيامة، لأن القيامة كما مر داخل هذه الحجب عند اللّه، وَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ، و قوله صلّى اللّه عليه و آله: لا تقوم الساعة و في وجه الأرض من يقول اللّه اللّه، إشارة إلى أن الرجل ما دام خارج الحجب فالقيامة سر على علمه، فإذا قطع الحجب و تبحبح‌ [1] في حضرة العندية سارت القيامة علانية عنده بعد ما كانت غيبا عنه و لذلك لم يجز أن يرى اللّه و لا أمور الآخرة لا نبي و لا ولي ما دام في الدنيا، و ما لم يصر الأبصار بصائر، و إن نبينا صلى اللّه عليه و آله إنما كانت القيامة علانية عنده حين قطع حجب السماوات و الأرض و نفذ من أقطارها «فَأَوْحى‌ إِلى‌ عَبْدِهِ ما أَوْحى‌ ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى‌ أَ فَتُمارُونَهُ عَلى‌ ما يَرى‌ وَ لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى‌ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى‌ عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى‌ إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى‌ ما زاغَ الْبَصَرُ وَ ما طَغى‌ لَقَدْ رَأى‌ مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى‌»، ثم إذا رجع إلى مستقره و مهبطه من خارج هذه الحجب صار ذلك الشهود عنده سرا و غيبا، و انقلبت المعاينة خبرا كما كان قبل العروج، و إنما كان عينا و علانية حين قطع حجب السماوات و الأرض و كان من وراء الحجب، و على الجملة فالسر سر أبدا حيث هو سر، و العلانية علانية حيث هي علانية.

و اعلم أن سر القيامة من الأسرار العظيمة التي لم يجز للأنبياء عليهم السلام كشفها، لأنهم من حيث كونهم رسلا أصحاب شرائع، و القيامة يوم جزاء بلا عمل، و يوم الشريعة يوم عمل بلا جزاء، و تعب بلا ثواب، و الأولياء أهل قيامة من حيث ولايتهم و قربهم عند اللّه، كما في قوله صلى اللّه عليه و آله: لي مع اللّه وقت لا يسعني فيه ملك مقرب و لا نبي مرسل، أخبر عن حاله و مرتبته الباطنية، و أما حاله في غير ذلك المقام فكما في قوله تعالى:

ما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي وَ لا بِكُمْ‌ ... إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ*، و قوله:


[1] - إذا تمكن و توسط المنزل و المقام‌

نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 172
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست