responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 167

الفطرة أي من العدم إلى الوجود هو الجنة التي كان فيها أبونا آدم‌ [1] و أمنا حواء، كما قال: يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَ زَوْجُكَ الْجَنَّةَ*، و السقوط الثاني له من العدم إلى الوجود، هو الهبوط منها إلى دار الدنيا، لقوله تعالى: اهْبِطُوا مِنْها جَمِيعاً، و الرجوع إلى الفطرة هو العود من هذا الوجود المجازي إلى العدم، و هو إما عدم القالب بالموت الطبيعي‌ [2]، «كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ» و به يستحق المؤمن من أصحاب اليمين جنة السعداء، و الكافر من أصحاب الشمال جحيم الأشقياء، و الثاني عدم‌ [3] النفس بموت الفزع قوله: وَ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ مَنْ فِي الْأَرْضِ‌، و به يستحق جنة الكاملين، «يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلى‌ رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً»، و الثالث عدم الروح بموت الصعق و الفناء في التوحيد، قوله: وَ نُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ مَنْ فِي الْأَرْضِ‌، و به يستحق جنة الموحدين، «فَادْخُلِي فِي عِبادِي وَ ادْخُلِي جَنَّتِي».

اعلم أن المجي‌ء إلى الدنيا هو النزول من الكمال إلى النقص و السقوط من الفطرة الأولى، و لا محالة صدور الخلق من الخالق ليس إلا على‌


[1] - يعني أن ذلك المسقط هو تلك الجنة و لتلك الجنة عالمان عالم الملكوت الروحاني و عالم الملكوت الصوري و السقوط من تلك الجنة إلى الدنيا بلا واسطة و فاصلة إنما هو السقوط من الجنة الصورية إلى محاذيها في المراتب الصعودية العودية جنة أصحاب اليمين الذين هم المحشورون بالصور و القوالب الجسمانية و هو المعروف بعالم المثال الواسطة بين العالمين عالم الروحاني المعنوي العقلاني و عالم الطبيعي الجسماني الهيولاني (نوري قدس سره)

[2] و هو موت البدن يقوم الساعة و القيامة الصغرى، و لعدم النفس يقوم الساعة و القيامة الوسطى، و لعدم الروح يقوم الساعة و القيامة الكبرى. (نوري قدس سره)

[3] يعني من هذا العدم انقلاب الوجود الصوري الملكوتي المثالي المجرد عن المادة الهيولانية و المدة الزمانية بوجود الروحاني المعنوي المجرد عن الصورة و عن المادة و المدة الواسطة بين عالم اليوم الإلهي السرمدي و بين اليوم النفساني الدهري الصوري المعروفة باليوم الربوبي و ذلك العالم الواسط برزخ روحاني بين الوجود الحقاني و بين الوجود الإمكاني الصوري المجرد و الوجود الهيولاني و بنفخة الفزع ينتقل الأرواح من القوالب الصورية إلى ذلك العالم الواسط الروحاني الغير الحقاني ثم ينتقل تلك الأرواح بنفخة الصعق إلى الوجود الحقاني الذي هو عالم وجه اللّه الباقي ببقاء اللّه (نوري قدس سره)

نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 167
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست