responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 162

بلا واسطة على الوجه المذكور مختص بالإنسان الكامل دون غيره كما علمت، فكان العرض عاما على الممكنات مارا على المخلوقات كلها، فلم يقبلها أحد للعلة المذكورة إلا الإنسان الكامل لفقره و عجزه و ضعف قوته و براءة ذمته عن جميع الشواغل الوجودية، و قطع التفاته عن ما سوى الحبيب المطلق، كما حكى اللّه عن خليله بقوله: فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ‌، و بقوله: إِنِّي ذاهِبٌ إِلى‌ رَبِّي سَيَهْدِينِ‌.

تنوير تمثيلي‌

إن نسبة الإنسان إلى سائر المخلوقات كنسبة القلب إلى سائر الأعضاء، و قد تحقق في علم الطبيعة أن قوة الحياة تفيض من الروح إلى القلب، و بواسطته إلى سائر البدن، فيصير ذا حياة و حس و حركة، فكما أن فيض الروح عام على أعضاء البدن كلها على وجه العارية المردودة إلى أهلها، و هو الروح عند الموت، إلا أن قبوله و حمله مختص بالقلب، ثم من القلب يسري أثر الحياة بواسطة الشرايين و عروق ما سأريقا إلى سائر الأعضاء، لكل منها ما يناسبه، فيكون به ذا قوة حياة و حس و حركة، فكذلك عرض الفيض الإلهي عام على جميع المخلوقات على وجه يقوم عليها مدة ثم يرجع إلى مبدعه و مفيضه عند القيامة الكبرى، إلا أن قبوله بلا واسطة و حمل أصله مختص بالإنسان الكامل، و منه يصل أثر الفيض إلى سائر المخلوقات، و هذا هو سر الخلافة المخصوصة بالإنسان.

تتمة

و أما قوله: إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولًا على صيغة المبالغة ففيه الإشارة إلى أن الظالم من يظلم غيره، و الظلوم من يظلم نفسه، و كذا الجاهل من يجهل غيره، و الجهول من يجهل نفسه، أما ظلم الإنسان على نفسه فإفناؤه ذاته و إماتته نفسه بالإرادة، و أما جهله بنفسه فلأنه ما عرف نفسه و لم يعلم أنه‌

نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 162
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست