responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 155

البشرية، فلذلك قال: وَ لَوْ جَعَلْناهُ مَلَكاً لَجَعَلْناهُ رَجُلًا، تنبيها على أنه ليس في قوة عامة البشر الذين لم يخصوا بذلك الروح أن يقبلوا إلا من البشر، و لما عمى الكفار عن إدراك هذه المنزلة، عزلوا الأنبياء عليهم السلام من فضيلة النبوة و أنكروا منزلتهم و نبوتهم و منزلة علمهم عليهم السلام، كما قال تعالى: قالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونا عَمَّا كانَ يَعْبُدُ آباؤُنا، فالأنبياء بالإضافة إلى سائر الناس، كالإنسان بالإضافة إلى سائر الحيوانات، و كالقلب بالقياس إلى سائر الأعضاء و الجوارح، و أيضا منزلة الأنبياء من أممهم منزلة ضوء الشمس من الأرض و منزلة علمهم و علم وارثهم و نائبهم من علم الأمم منزلة ضوء الشمس و نور القمر من ضوء نواحي الأرض كما قال: هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَ الْقَمَرَ نُوراً، و كما أن وجه الأرض لا يستضي‌ء إلا بنور الشمس و القمر و النجوم، و نور الشمس هو المفيض على القمر و النجوم و غيرها، فكذلك منزلة علوم الخلائق لا تحصل و لا يتزكى نفوسهم إلا بواسطة نبوة الأنبياء، و على هذا دل بقوله: رَبَّنا وَ ابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِكَ وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ يُزَكِّيهِمْ‌، و قوله: هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَ يُزَكِّيهِمْ وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ إِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ‌، فاللّه تعالى يزكي الأنبياء بواسطة الملك و يزكي الناس بواسطتهم، كالطابع الذي حصل له كتابة ثم بواسطته تثبت في الشموع المختلفة مثل تلك الكتابة، و نسبة الملكية إلى نفس النبي صلى اللّه عليه و آله كنسبة ضوء الشمس إلى جرمها، و نسبتها إلى سائر الناس كنسبة نور الشمس إلى سطوح الأرض.

(2) قاعدة في هداية اللّه تعالى الأشياء إلى مصالحها

كلما أوجده اللّه تعالى فإنه هداه لما فيه مصلحته، كما نبه عليه بقوله تعالى: الَّذِي أَعْطى‌ كُلَّ شَيْ‌ءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى‌، و هدايته لكل شي‌ء ما يناسب خلقه، فهدايته للجمادات بالتسخير فقط، كالأشياء الأرضية التي إذا خليت و

نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 155
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست