و من ألقابه الشريفة الهدى، لأنه يهدي إلى الحق بل هو الحق. قوله
تعالى:
«ذلِكَهُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ
يَشاءُ»*و قوله: «هُدىًلِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ». و من ألقابه الذكر، لأنه يتذكر به الأمور الآخرة
و أحوال المبدإ و المعاد
«فَاسْتَمْسِكْبِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ
عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ، وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ
تُسْئَلُونَ»و منها الشفاء،
لأن به يقع النجاة عن الأمراض النفسانية و الأسقام الباطنية و الآلام الأخروية من
الجهل و الحسد و الكبر و الرياء و النفاق و الرعونة و الشهوة و الغضب و حب الجاه و
سائر المهلكات و الأمراض التي إذا استحكمت أعيت الأطباء الروحانيين عن علاجها.
قوله تعالى: «قُلْهُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَ
شِفاءٌ، وَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذانِهِمْ وَقْرٌ وَ هُوَ عَلَيْهِمْ
عَمًى، أُولئِكَ يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ»يعني: أن القرآن هدى و شفاء بالقياس إلى قوم، و هم الذين لم يفسد
قرائحهم، و لم يتغير فطرتهم الأصلية التي فطرهم اللّه عليها، و هو بعينه ضلال
بالقياس إلى من فسدت قريحته و تغيرت فطرته، كما أن نور الشمس يقوي للإبصار و هو
عمى للخفافيش، كما في قوله تعالى:
«فِيقُلُوبِهِمْ مَرَضٌ، فَزادَهُمُ اللَّهُ
مَرَضاً وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ»و
قوله: «يُضِلُّبِهِ كَثِيراً وَ يَهْدِي بِهِ
كَثِيراً وَ ما يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفاسِقِينَ»و منها الهدى و الرحمة، قوله: «وَما
أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا
فِيهِ وَ هُدىً وَ رَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ».
و
صفات القرآن و نعوته كثيرة يؤدي ذكرها إلى الإطناب فاكتفينا بما ذكر، لأنه كاف
للمتدبر المستبصر.
نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 15