responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 15

«وَ كَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا» و من نعوته، الحق، قوله تعالى:

«قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُس مِنْ رَبِّكَ بِالْحَق لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا، بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ». و قوله: «تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ وَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ، وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ» و قوله: «أَ فَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمى‌ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ».

و من ألقابه الشريفة الهدى، لأنه يهدي إلى الحق بل هو الحق. قوله تعالى:

«ذلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ»* و قوله: «هُدىً لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ». و من ألقابه الذكر، لأنه يتذكر به الأمور الآخرة و أحوال المبدإ و المعاد «فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلى‌ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ، وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ» و منها الشفاء، لأن به يقع النجاة عن الأمراض النفسانية و الأسقام الباطنية و الآلام الأخروية من الجهل و الحسد و الكبر و الرياء و النفاق و الرعونة و الشهوة و الغضب و حب الجاه و سائر المهلكات و الأمراض التي إذا استحكمت أعيت الأطباء الروحانيين عن علاجها. قوله تعالى: «قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَ شِفاءٌ، وَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذانِهِمْ وَقْرٌ وَ هُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى، أُولئِكَ يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ» يعني: أن القرآن هدى و شفاء بالقياس إلى قوم، و هم الذين لم يفسد قرائحهم، و لم يتغير فطرتهم الأصلية التي فطرهم اللّه عليها، و هو بعينه ضلال بالقياس إلى من فسدت قريحته و تغيرت فطرته، كما أن نور الشمس يقوي للإبصار و هو عمى للخفافيش، كما في قوله تعالى: «فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ، فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ» و قوله: «يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَ يَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَ ما يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفاسِقِينَ» و منها الهدى و الرحمة، قوله: «وَ ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَ هُدىً وَ رَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ». و صفات القرآن و نعوته كثيرة يؤدي ذكرها إلى الإطناب فاكتفينا بما ذكر، لأنه كاف للمتدبر المستبصر.

نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 15
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست